(١) أى الواو التى تأتى بعد استيفاء سبعة أشياء، ثم تذكر قبل الثامن، وقد استشهد أصحابها بقوله سبحانه: «التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ» التوبة: ١١٢ فقالوا: إن الواو جاءت بعد استيفاء الأوصاف السبعة. واستدلوا أيضا بقوله سبحانه: (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ، عابِداتٍ، سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) التحريم: ٥ فجاءت بعد استيفاء الأوصاف السبعة. واستشهدوا بالاية التى سيتكلم عنها السهيلى: «سبعة وثامنهم» . واستشهدوا أيضا بقوله سبحانه: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً، حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها» الزمر: ٣- ٧. فأتى بالواو لما كانت أبواب الجنة ثمانية. وقال فى النار: «حتى إذا جاؤها فتحت أبوابها» لما كانت سبعة. وقد رد الإمام اين القيم على هذا ردا طيبا. فقال عن آية التوبة باختصار: إن كل صفة لم تعطف على ما قبلها فيها كان فيه تنبيه على أنهما فى اجتماعهما كالوصف الواحد لموصوف واحد، فلم يحتج إلى عطف. فلما ذكر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهما متلازمان مستمدان من مادة واحدة، حسن العطف ليتبين أن كل وصف منهما قائم على حدته. مطلوب تعيينه، لا يكتفى فيه حصول الوصف الاخر، بل لابد أن يظهر أمره بالمعروف بصريحه، ونهيه عن المنكر بصريحه، وأيضا فحسن العطف ههنا ما تقدم من التضاد، فلما كان الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ضدين أحدهما: طلب الإيجاد، والاخر: طلب الإعدام، كانا كالنوعين المتغايرين المتضادين. وقال: عن آية التحريم: إن دخول الواو قبل أبكار متعين؛ لأن الأوصاف التى قبلها المراد اجتماعها فى النساء. وأما وصفا البكارة والثيوبة، فلا يمكن اجتماعهما، فتعين العطف؛ لأن المقصود أنه يزوجه بالنوعين: الثيبات والأبكار، وسيأتى الكلام عن آية الكهف. أما آية الزمر عن الجنة والنار، فقال: لا دلالة فى اللفظ على الثمانية حتى تدخل الواو لأجلها، بل هذا من باب حذف-