للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

شَيخنَا إِمَام الدَّين وناصر السّنة صدقا كَانَ أوحد عصره فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة أصولا وفروعا ومجتهد زَمَانه فِي الْمَذْهَب وفريد وقته فِي التَّفْسِير وَكَانَ لَهُ مجْلِس بقزوين للتفسير ولتسميع الحَدِيث صنف شرحا لمُسْند الشَّافِعِي وأسمعه وصنف شرحا للوجيز ثمَّ صنف أوجز مِنْهُ وَكَانَ زاهدا ورعا متواضعا سمع الْكثير قَالَ الذَّهَبِيّ وَيظْهر عَلَيْهِ اعتناء قوي بِالْحَدِيثِ وفنونه فِي شرح الْمسند وَقيل إِنَّه لم يجد زيتا للمطالعة فِي قَرْيَة بَات فِيهَا فتألم فأضاء لَهُ عرق كرمة فَجَلَسَ يطالع وَيكْتب عَلَيْهِ وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ صَاحب شرح الْوَجِيز الَّذِي لم يصنف فِي الْمَذْهَب مثله وَكَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول وَغَيرهَا طَاهِر اللِّسَان فِي تصنيفه كثير الْأَدَب شَدِيد الِاحْتِرَاز فِي المنقولات فَلَا يُطلق نقلا عَن أحد غَالِبا إِلَّا إِذا رَآهُ فِي كَلَامه فَإِن لم يقف عَلَيْهِ فِيهِ عبر بقوله وَعَن فلَان كَذَا شَدِيد الِاحْتِرَاز أَيْضا فِي مَرَاتِب التَّرْجِيح قَالَ وَأكْثر أَخذه بعد كَلَام الْغَزالِيّ المشروح من سِتَّة كتب النِّهَايَة والتتمة والتهذيب والشامل وَتَجْرِيد ابْن كج وأمالي السَّرخسِيّ الزاز وَمَعَ ذَلِك إِذا استقريت كتب الشَّافِعِيَّة المطولة وجدت الرَّافِعِيّ أَكثر اطلاعا من كل من تقدمه وَله شعر حسن ذكر مِنْهُ فِي الأمالي وَمِنْه ... أقيما على بَاب الرَّحِيم أقيما ... وَلَا تنيا فِي ذكره فتهيما ... ... هُوَ الرب من يقرع على الصدْق بَابه ... يجده رؤوفا بالعباد رحِيما ...

قَالَ ابْن الصّلاح توفّي فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث أَو أَوَائِل سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة بقزوين وَقَالَ ابْن خلكان توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وعمره نَحْو سِتّ وَسِتِّينَ سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>