(فَقل لى ابْن بنت أَبى مداس ... بعم أَنْت تفحر أم بخال)
(وترفل فى ثِيَاب الْكبر تعسا ... لمثلك قد عريت من المعالى)
(وترمى آل منجك بانتقاص ... وهم أهل الْفَضَائِل والكمال)
(أتنصدع السَّمَاء بنبح كلب ... ام الشعرى العبور ربه تبالى)
(تسب صحابة الْمُخْتَار حينا ... وحينا تدعى حبا لآل)
(ويكرهك الْجَمِيع كَمَا كرهنا ... لارجلنا الْعَتِيق من النِّعَال)
(أَلا دعنى وشانى يَا ابْن ودى ... ومحوى كل شخص من خيالى)
(فَمَا ترك الصدود لَدَى شَيْئا ... يسر من الاحبة بالوصال)
(نقضت بِهِ الامانى من عهود ... أكلفها حَقِيقَة ذى ملال)
(أيقصد من أسربه سيوفه ... طبعن لضرب أَعْنَاق الرِّجَال)
وَله
(ان تغزلت أَو مدحت فانى ... لست بالشاعر المطيل كلامى)
(أَنا من معشرهم النَّاس أَمْسوا ... لم يداروا الورى لاجل مرام)
(كل من قد مدحته فَهُوَ دونى ... وحبِيب هويته فغلامى)
وَله
(دعنى من الشّعْر ان الشّعْر منقصة ... فالمجد يختال بَين الْبيض والاسل)
(لَا تدركنه وان راجت جواهره ... فَالْعقد للنحود لَا للفارس البطل)
(أسْتَغْفر الله من شعر مدحت بِهِ ... قوما مديحهم من أعظم الزلل)
وَقَالَ أَيْضا رَحمَه الله تَعَالَى فى ذمّ الشّعْر
(انى أرى الشُّعَرَاء أفنوا دهرهم ... فى وصف كل حَبِيبَة وحبِيب)
(ومضوا وَلم يحظوا بوصل مِنْهُمَا ... بتأسف وتلهف ونحيب)
(وسواهم يحظى بِمن وصفوا لَهُ ... فهم من القواد فى التَّرْغِيب)
(لكنما القواد تظفر بالعطا ... وهم بمقت النَّاس والتكذيب)
وَمن حكمياته قَوْله
(مَا فَاتَ فَاتَ وَلَيْسَ تعلم مَا الذى ... يَأْتِيك من قبل الزَّمَان الْمقبل)
(لم تلف الا مدْركا أَو آخرا ... يرْوى وينقل مخبرا عَن أول)
(فاذا تَأَمَّلت الثرى ألفيته ... غرر الْمُلُوك تداس تَحت الارجل)
وَقَوله
(لَا تغترر بشبابك الغض الذى ... أَيَّامه قمر يلوح ويأفل)
(ودع اتِّبَاع النَّفس عَنْك فانما ... حب الْجمال الصَّبْر عَنهُ أجمل)