(نعم الْعُيُون الفاتنات قواتل ... لَكِن سِهَام الله مِنْهَا أقتل)
وَقَالَ ذكر الزمخشرى فى كِتَابه ربيع الابرار ان الواقدى شكى لِلْمَأْمُونِ فاقة نزلت بِهِ وديونا لم يعين مقدارها فَوَقع لَهُ الْمَأْمُون فِيك خلَّتَانِ سخاء وحياء فالسخاء أبلى يدك بتبذير مَا ملكت وَالْحيَاء مَنعك أَن تذكر لنا فَوق حَاجَتك فان كُنَّا قَصرنَا فبجنايتك على نَفسك وان كُنَّا بلغناك بغيتك فزد فى بسط كفك فخزائن الله تَعَالَى مَفْتُوحَة وَيَده بالخيرات مبسوطة وَأَنت كنت حدثتنى اذ كنت قَاضِيا للرشيد أَنه قَالَ
وخزائن الرزق بازاء الْعَرْش ينزل للنَّاس أَرْزَاقهم على قدر نفقاتهم فَمن كثر كثر لَهُ وَمن قلل قلل عَلَيْهِ فَقَالَ الواقدى مَا فرحت بِالْعَطِيَّةِ مَا فرحت بِالْحَدِيثِ فانى كنت نَسِيته وَقد نظم الامير هَذَا الْمَعْنى قَالَ
(زَعَمُوا بِأَن الواقدى قد اشْتَكَى ... من فاقة وأغاثه الْمَأْمُون)
(وروى لَهُ معنى الحَدِيث فانه ... قد قَالَ خير الْعَالمين أَمِين)
(بازاء عرش الله جلّ جَلَاله ... رزق الورى بخزائن مخزون)
(فمكثر لمكثر ومقلل ... لمقلل للرزق وَهُوَ خرين)
(فابسط يَمِينك بالعطاء وَلَا تخف ... فَالله رَبك كافل وضمين)
(فعمدت لما أَن سَمِعت مقاله ... لمطيتى وَمن الْعُيُون عُيُون)
(وقصدت بَاب الله أَرْجُو فَضله ... اذ كل فضل دون ذَلِك دون)
(فَعَسَى الْمَوَاهِب ان تكون قريبَة ... منى ويسعد طالعى ويعين)
(وَأَقُول هاتوا يَا بنى رحالكُمْ ... وتمتعوا فَكَذَا الهبات تكون)
وَمن رباعياته الْمُتَعَلّقَة بالالهيات والنصائح قَوْله
(فى حُسَيْن اذا مَا ... أردْت نطقا يَقِينا)
(جوانحى للسانى ... تَقول ألله فِينَا)
وَقَوله
(ان آمالنا الَّتِى شَغَلَتْنَا ... عَن طلاب الحظوظ والارزاق)
(آيستنا من كل شئ وَلَكِن ... مَا أيسنا من رَحْمَة الخلاق)
وَقَوله
(اشغل فُؤَادك بالتقى ... وَاحْذَرْ زَمَانك تلتهى)
(واعمل لوجه وَاحِد ... يَكْفِيك كل الاوجه)
وَقَوله
(الام أحمل من نفسى وَمن نفسى ... عبئا من الاثم فِي صبحى وفى غلسى)
(عَسى الْكَرِيم بلطف مِنْهُ ينقذنى ... منى فاخلص شرورى الطبر من قفسى)