ابْنة جوزة وَكَانَت مُزَوّجَة على مَمْلُوك اسْمه شقير بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْقَاف وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ رَاء كَانَت امْرَأَة بهَا خير وَصدقَة وَتوفيت وَلَا وَارِث لَهَا فاوصت بدارها وَارْضَ كَانَت لَهَا لاولاد مولاتها فَقَالَت حِين بلغَهَا ذَلِك اولادي فِي غنى عَن ذَلِك وامرتها تجْعَل دارها مدرسة وَتوقف عَلَيْهَا الارض فَفعلت ذَلِك فَنعم المولاة وَمَا احسن علو همتها وَشرف نَفسهَا وَهِي الْحرَّة ابْنة الاتابك سنقر تزوجت المسعودين الْكَامِل ثمَّ تزوجت بعده الْمَنْصُور فَاتَت لَهُ بولدين وهما الْمفضل والفائز وَكَانَ الْمَنْصُور قد حلف الْعَسْكَر للمفضل وَلما قتل بقصر الْجند قَامَت هَذِه بِالْملكِ وَكَانَت حازمة عفيفة غير انها كَمَا قَالَ ابْن عَبَّاس كُنَّا ندخل على عايشة نسْمع مِنْهَا الحَدِيث فَلَا نخرج مِنْهَا حَتَّى نعلم انها امْرَأَة فطلعت من تعز الى حصن الدملوة وَلم تَبْرَح فِيهِ حَتَّى أَخذ المظفر الْبِلَاد واقام مَالِكًا لَهَا عدَّة سِنِين وخادعها بَان ترك ابْنه الاشرف رهينة مَعهَا وَمَعَهُ خَادِم يعرف بياقوت كَانَ ذكيا حازما فَلم يزل يتلطف فِي اجتلاب المرتبين حَتَّى صَارُوا مائلين الى المظفر ثمَّ عرض لَهَا عَارض أوجب نُزُولهَا عَن الْحصن لقلَّة رأيها فَلَمَّا صَارَت خَارِجَة عَنهُ ثار ياقوت بِمن مَعَه فِي الْحصن واخرج بَقِيَّة غلمانها فَنزلت الى المظفر تَشْكُو اليه فَلم يشكها وامرها ان تنزل باولادها الْمَذْكُورين وتسكن بهم حيس فَلم يزَالُوا بهَا حَتَّى توفوا وَكَانَت وَفَاة الْمفضل سلخ الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وستماية وَلم يزل ياقوت نايبا بالدملوة فَكَانَ بِهِ عنف ومبادرة الى الظُّلم وشكى الى المظفر مِنْهُ فَلم يشك مِنْهُ احدا وَكَانَ مَعَ جبروته كثير الصَّدَقَة مجلا لاهل الْعلم وَالدّين ابتنى بالمنصورة مدرسة وَكَانَت وَفَاته على حَالَة سلخ الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ وستماية وَهَذَا ذكر عَارض على سَبِيل اللُّزُوم بل خشيَة تطلع النُّفُوس الى مَا عرض وَقد انْقَضى ذكر المتحقق من احوال بني حُسَيْن ذكر جدهم فأغنى عَن اعادته هُنَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute