للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمن الواردين اليها ابو عبد الله مُحَمَّد بن منيع النميري كَانَ فَقِيها كَبِيرا متأدبا شَاعِرًا وَكَانَ يصحب الرؤساء من اهل الدولة ويمتدحهم كتب الى قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدّين مقدم الذّكر ... بهاء الْهدى اني دعوتك دَعْوَة ... لدهر يشيب الْمَرْء من نكباته

وَلم ارج خيرا م سواك وَإِنَّمَا ... يكون اجتناء الْخَيْر من شجراته ... وَمن شعره مَا كتب بِهِ أَلِي عَليّ بن يحي لما تَابَ من الْخمر وَعَاد إِلَيْهِ ... لَو كَانَت الراح بِابْن يحي ... مُبَاحَة مَا رغبت فِيهَا

لَكِن تَحْرِيمهَا صَرِيح ... فانت بالطبع تشتهيها

زهدت عَاما وَنصف عَام ... فِيهَا وَفِي قرب شاربيها

حَتَّى ظنناك يَا بن يحي ... بَين الورى عَالما فَقِيها

ثمَّ رَأَيْنَاك بعد زهد ... زِدْت غراما بهَا وفيهَا

وهمت وجدا بهَا الى ان ... خلعت ثوب الْوَقار فِيهَا

فعد عَنْهَا أبن دياب ... الى عَلَاء انت تشتهيها

وَتب الى الله من مغاو بِالْمَالِ وَالْعرض تشتريها

فَلم تزل مُنْذُ كنت طفْلا ... تهوى الْمَعَالِي وتقتنيها

وَتكره النَّقْص والدنايا ... بِكُل حَال وتحتويها ... وَبِهَذَا النميري انْتفع جمَاعَة من الْبَلَد اخذوا عَنهُ المقامات وَغَيرهَا من كتب الادب واليه يَنْتَهِي سندنا بالمقامات وَمِنْهُم مُحَمَّد بن احْمَد بن مقبل الدثيني مقدم الذّكر فِي ذُريَّته اهل عرج

وَمِنْهُم عَليّ بن مُحَمَّد السحيقي ثمَّ العامري ثمَّ الْكِنْدِيّ من معشار الدملوة

<<  <  ج: ص:  >  >>