مِنْهُ أَشْيَاء جَيِّدَة وَلما دخلت زبيد سنة عشْرين وسبعماية وجدته مِمَّن يذكر بِالدّينِ وَالْأَمَانَة وَعظم الْفِقْه والْحَدِيث وَشرف النَّفس وخالطته
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عَليّ يعرف بِابْن الغزال كَانَ من اهل الْفِقْه وَالدّين والانسانية متأدبا شَاعِرًا وَكَانَت لَهُ مَكَارِم واخلاق وسماحة فِي الارزاق وَله شهر جيد مثل مِنْهُ وَهُوَ لغيره ... واني لاستحيي من الله ان ارى ... بِحَال اتساع وَالصديق مضيق ... ولي دَار الضَّرْب بزبيد مدى فَكَانَ لَا يعْمل الدَّرَاهِم الا من فضَّة خَالِصَة واليه ينْسب الدِّرْهَم الْغَزالِيّ الَّذِي لم يكن فِي الضريبة المظفرية مثله وَمَتى ظَهرت مِنْهُ شَيْء بَادر النَّاس الى اكتنازة اخبرني الْخَبِير بِحَالهِ قَالَ كَانَ من عَادَته مَتى صلى الْغَدَاة ذكر الله تَعَالَى فِي الْمصلى سَاعَة حَتَّى يسفر ثمَّ يوتي بربعة الْقُرْآن فِيهَا ثَلَاثُونَ جُزْءا وَعِنْده جمَاعَة يَأْخُذ كل مِنْهُ نَصِيبا مِنْهَا ثمَّ يقْرَأ فَلَا ترْتَفع الشَّمْس حَتَّى قد ختموا ثمَّ يدعونَ ويؤتي لَهُم بِطَعَام يَأْكُلُونَهُ ثمَّ ينْصَرف الى دَار الضَّرْب فيقعد فِيهِ ويصل اليه اما طَالب علم فيقريه اَوْ ذُو حَاجَة فيقضيها لَهُ وَكَانَ ابو بكر بن دعاس يحسده على مَنْزِلَته عِنْد السُّلْطَان ووجاهته عِنْد النَّاس وَكَثْرَة ثنائهم عَلَيْهِ اذ كَانَ لَا يزَال ساعيا فِي حوائجهم بجده واجتهاده بِحَيْثُ يَحْكِي عَنهُ امور يطول شرحها وَلما حضر مجْلِس المظفر وحقق عَلَيْهِ مَال مستكثر وَقد علم المظفر ان النَّاس تحبه وَالثنَاء عَلَيْهِ قَالَ لَهُ شريت بِنَا النَّاس باموالنا
وَمِنْهُم يحي بن مُحَمَّد بن يحي العطيعط بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَفتح الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وخفض الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الطَّاء تفقه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute