وَمِنْهُم ابو بكر بن عمر بن ابراهيم بن دعاس الْفَارِسِي تفقه بِابْن حنكاس وَكَانَ اديبا فَاضلا فَقِيها بِالْمذهبِ نَالَ حظوة من الْملك المظفر وابتنى مدرسة بزبيد خص بهَا اهل مذْهبه لم تكد تَخْلُو من مدرس ذى دين لَهُ وَله ديوَان شعر يوجدكثيرا بايدي النَّاس وَكَانَت وَفَاته بزبيد مَهْجُورًا من السُّلْطَان لَا دلال حدث مِنْهُ على السُّلْطَان وَقد تكَرر فِي حَقه وَحقّ وزيره القَاضِي الْبَهَاء مقدم الذّكر فطرد من تعز الى زبيد فَلبث سنة متعللا الى جمادي الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي
وَمِنْهُم ابو بكر بن يُوسُف عرف بِالْمَكِّيِّ نسبه فِي نزار كَانَ فَقِيها جليل الْقدر شهير الذّكر حسن الْوَرع رَاضِيا من الدُّنْيَا بالكفاف مصاحبا مِنْهَا بالعفاف عالي الهمة شرِيف النَّفس فَقِيها نحويا لغويا متادبا مترسلا عَارِفًا بالطب شَيْخه فِي ذَلِك ابو سوَادَة وسلك طَرِيقه وَكَانَ يقرى اهل المذهبين كَمَا كَانَ شَيْخه اخبر الثِّقَة من اصحابه انه قَالَ لَهُ يَوْمًا على قرب من وَفَاته رَأَيْت كَانَ الْقِيَامَة قد قَامَت واحضروا الائمة الاربعة بَين يَدي الله عز وَجل وهم ابو حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَاحْمَدْ فَقَالَ الله لَهُم اني امرت اليكم رَسُولا وَاحِدًا بشريعة وَاحِدَة وجعلتموها اربعا رددها عَلَيْهِم ثَلَاثًا فَلم يجبهُ اُحْدُ فَقَالَ لَهُ احْمَد بن حَنْبَل يَا رب انت قلت وقولك الْحق الْمُبين لَا يَتَكَلَّمُونَ الا من اذن لَهُ الرَّحْمَن وَقَالَ صَوَابا فَقَالَ لَهُ تكلم قَالَ يَا رب من شهودك علينا قَالَ الْمَلَائِكَة قَالَ يَا رب لنا فيهم الْقدح وَذَلِكَ أَنَّك قلت وقولك الْحق وَإِذ قَالَ رَبك للْمَلَائكَة إِنِّي جَاعل فِي الأَرْض خَليفَة قَالُوا أَتجْعَلُ فِيهَا من يفْسد فِيهَا ويسفك الدِّمَاء فَشَهِدُوا علينا قبل وجودنا فَقَالَ الله جلودكم فَقَالَ يَا رب كَانَت الْجُلُود لَا تنطق فِي الدُّنْيَا وَهِي الْيَوْم تنطق فَهِيَ مَغْصُوبَة وَشَهَادَة الْمَغْصُوب لَا تصح فَقَالَ الله أَنا أشهد عَلَيْكُم