شخصا من اهله كَانَ قد توفّي مُنْذُ سِنِين رأه بعد قبران الْفَقِيه فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ مُنْذُ مت حبست مَعَ جمَاعَة فَلَمَّا توفّي ابْن حنكاس شفع فِينَا فاطلقنا وَغفر لجَمِيع من فِي الْمَقَابِر ببركة قدومه وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه مُحَمَّد مولده سنة تسع وَثَلَاثِينَ وستماية تفقه وَغلب عَلَيْهِ الشّعْر وَسكن مَكَّة اذ نَالَ من ابي نمى صَاحبهَا حظوة
وَمِنْهُم ابو بكر بن مُحَمَّد بن معطى كَانَ فَقِيها صَالحا اصله من حازة زبيد من قَرْيَة تعرف بِمحل مبارك وَمن اصحابه الْمُتَقَدِّمين المقاربين لَهُ فِي السن والرتبة مُحَمَّد بن عَليّ الصريفي فَقِيه مَذْكُور مَشْهُور لَهُ مُصَنف كَبِير يعرف بالايضاح تفقه بِهِ جمَاعَة
مِنْهُم الْمَكِّيّ وَغَيره وَله ذُرِّيَّة يعْرفُونَ بِهِ توفّي بزبيد سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة
وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عَليّ كَانَ فَقِيها زاهدا ورعا لَا يتَعَلَّق بالدنيا وَلَا باهلها علقه دين عَظِيم نفر بِسَبَبِهِ الى الْجبَال وبلغه ان قُضَاة سير يَفْعَلُونَ الْمَعْرُوف فَأَتَاهُم وَقعد مَعَهم فساله بعض الْفُقَهَاء عَن المعتقد فاجابه بِمَا انكر عَلَيْهِ السَّائِل وافضى ذَلِك الى سباب وتكفير فَخرج الْفَقِيه نافرا وَبلغ الْقُضَاة ذَلِك فَلم يعجبهم وَأمرُوا بِطَلَبِهِ ورده فَلم يُوجد فشق عَلَيْهِم وَكَتَبُوا الى اخيهم القَاضِي مُحَمَّد الْوَزير يخبرونه بِقِصَّتِهِ ويسألونه ان يتْرك من يبْحَث عَنهُ بتعز فَفعل فَلَمَّا جَاءَهُ بجله واكرمه وَاعْتذر اليه من فعل ذَلِك المجادل ثمَّ سَأَلَهُ عَن سَبَب قدومه فاخبروه فعني لَهُ بقضا جَمِيع دينه مَعَ زِيَادَة وَتُوفِّي بزبيد فِي الْمحرم اول سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وستماية وَقد بلغ عمره ثَمَانِينَ سنة
ثمَّ صَار الْعلم فِي طبقَة اخرى اخذوا عَن الْمَذْكُورين وَمِنْهُم مُحَمَّد بن عمر ابْن الْفَقِيه عَليّ بن ابي بكر الْعلوِي مقدم الذّكر مولده سنة ثَمَانِي عشرَة وستماية تفقه بِابْن حنكاس كَمَا قدمنَا وَكَانَ فَقِيها فَاضلا لَهُ تفضل وَمَكَارِم اخلاق توفّي بعد شَيْخه باربعة اشهر وَذَلِكَ تَاسِع عشر شعْبَان سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَهُوَ جد القَاضِي بزبيد الْمَعْرُوف بِابْن الابح