فِي بعض الطّرق وَقَالَ لَهُ يَا عمر مَا فعل بك ابو حنيفَة اذ لم تبن لاصحابه مدرسة فَبنى مدرسة جعل فِيهَا مكانيين لأَصْحَاب ابي حنيفَة أَحدهمَا ولاصحاب الحَدِيث الاخر وَكَانَ هَذَا الْفَقِيه اوحد عصره اجْتِهَادًا فِي الْعلم وَنشر الْمَذْهَب حَتَّى قيل لَو لم يُوجد لمات الْمَذْهَب واتى على كتاب الْخُلَاصَة فِي اصول الْمَذْهَب وَالْفِقْه ثَلَاث مائَة شرف وَهَذَا حَاله فِي هَذَا وَكتب عدَّة انْتَهَت اليه الرياسة لاهل مذْهبه وَاجْتمعَ على صَلَاحه الْمُخَالف والمؤالف فَمن احسن مَا ذكر من سيرته انه مُنْذُ درس مَا رأى نايما فِي رَمَضَان لَيْلًا وَلَا نَهَارا بل نَهَاره يعلم الْعلم وليله سَاجِدا وَقَائِمًا وتاليا وذاكرا وَاصل بَلَده قَرْيَة العنبرة من اسفل وَادي زبيد قَرْيَة خرج مِنْهَا ابْن مهْدي الَّاتِي ذكره وضبطها بِفَتْح الْعين وَسُكُون النُّون وفتحالباء الْمُوَحدَة ولاراء وَسُكُون الْهَاء واخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وَكَانَت وَفَاته على الطَّرِيق المرضي بزبيد بعد ان تفقه بِهِ جمَاعَة
مُحَمَّد بن عَليّ الصريفي وَابْن ابي سوَادَة وَعلي ابْن معمر وَعمر بن الْعلوِي وَهُوَ ابْن بنته وَعَمه مُحَمَّد بن عمر الْأَبَح وَلما كَانَ يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر ربيع آخر سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وستماية احْتضرَ بعد مرض أَيَّامًا فحضره جمع من أَصْحَابه وَذَلِكَ بعد طُلُوع الشَّمْس فسالهم عَن الْيَوْم مَا هُوَ فاخبروه فَدَعَا بِطَعَام فاكله ثمَّ قَالَ لصهره عَليّ بن عمر الْعلوِي ارْفَعْ صَوْتك انت وَالْجَمَاعَة بِلَا إِلَه إِلَّا الله فَقَالَ يَا فَقِيه اذ لم نذكرك ذكرتنا قَالَ نعم ثمَّ امرهم بالتهليل فهللوا وَجعل يقْرَأ خَوَاتِيم يس من قَوْله عز وَجل أَو لَيْسَ الَّذِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض بِقَادِر على ان يخلق مثلهم بلَى وَهُوَ الخلاق الْعَلِيم ويكرر ذَلِك ثَلَاثًا رَافعا صَوته ثمَّ تشهد عقيب ذَلِك وفاضت نَفسه وَصلي عَلَيْهِ ظهر ذَلِك الْيَوْم وَلم يكد يتَأَخَّر عَن قبرانه اُحْدُ من اهل زبيد وَرَأى بعض اهل زبيد