احْمَد بن أبي الْخَيْر الملقب بالصياد مولده سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقد شرح سيرته تِلْمِيذه الشَّيْخ أَبُو اسحاق ابراهيم بن بشار الصُّوفِي وَقد امعن فِي ذكر فضائله فِي مُجَلد لطيف وَذكر فِيهِ عجائب وغرايب مِنْهَا أَنه أَقَامَ ثَلَاث سِنِين لَا يَأْكُل طَعَاما وَلَا يشرب شرابًا وَكَانَ مَتى حضر مجَالِس الْفُقَهَاء تكلم مَعَهم بِمَا يشق عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ غلبتنا عَامَّة وفقيهنا وَشَيْخه فِي الطَّرِيقَة الشَّيْخ عَليّ بن الْحداد
والفقيه ابراهيم الفشلي وَكَانَ اكثرهما لَهُ مُرَاعَاة الفشلي وَقد مضى ذكره وعَلى الْجُمْلَة فمناقبه اكثر من ان تحصر بل من اشتاق الى شَيْء من ذَلِك بحث عَن سيرته فيجد بهَا غرائب كَثِيرَة وَسُئِلَ عَن الْمحبَّة والشرق وَكَانَت وَفَاته لايام فِي شهر شَوَّال سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة قَالَ الْمُؤلف لسيرته وَهُوَ ابْن اربعين سنة لم ينقص مِنْهَا وَلم يزدْ
وَمِنْهُم ابْن عَمه مُحَمَّد بن عَليّ بن اسماعيل كَانَ كَبِير الْقدر شهير الذّكر من كرام الْفُقَهَاء واخيارهم حَيّ انه مَا سَأَلَهُ سايل شَيْئا من الدُّنْيَا فَرده وَرُبمَا لقِيه السَّائِل فَأعْطَاهُ بعض ثِيَابه حَتَّى أَنه كَانَ قد يَأْتِي عَلَيْهِ وَقت يعجز فِيهِ عَن الْخُرُوج من العرى روى أَنه عَاهَدَ الله لَا رد سايلا قطّ حَتَّى حُكيَ انه سَأَلَ سايل عَن شَيْء فَدخل منزله فَلم يجد غير طَعَام على المرهك فَأَخذه بأناه وَخرج بِهِ للسايل فاعطاه اياه وَكَانَ الْفَقِيه اسماعيل يعظمه وَيَقُول انه ازهدنا واعلمنا واورعنا وامتحن بحصر الْبَوْل فَكَانَ يقل مجالسة النَّاس لذَلِك وَكَانَت وَفَاته بزبيد رَابِع الْمحرم سنة ارْبَعْ وَسبعين وستماية