على من طلبه وَكتب الى تِلْمِيذه ايضا الْفَقِيه الصَّالح عبد الله ابْن الْخَطِيب الَّاتِي ذكره لَا يَصح الِاجْتِمَاع الا بعد الْجَوَاز على الصِّرَاط فَعَلَيْك بالعزوب عَن الدُّنْيَا الْقَلِيل مِنْهَا وَالْكثير فان قَلِيل السم قَاتل وَمن دخل فِيهَا انملة غطس كُله وَكَانَ مبارك التدريس انْتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ من مدارس الْيمن وَمن عَجِيب ذَلِك مَا اخبرني بِهِ الثِّقَة من اهل عدن قَالَ اخبرني الْفَقِيه مُحَمَّد بن معطي وَكَانَ من زهاد الْفُقَهَاء الَّذين قدمُوا عدن وتديروها قَالَ كنت فِي بلد وَعرض عَليّ ان اقْرَأ النَّحْو فَرَأَيْت فِي الْمَنَام قَائِلا يَقُول لي اذْهَبْ الى الْفَقِيه اسماعيل بن الْحَضْرَمِيّ واقرأ عَلَيْهِ النَّحْو فعجبت من ذَلِك يَا عجباه المشهوران الْفَقِيه اسماعيل ضَعِيف الْمعرفَة للنحو ثمَّ قلت قد حصلت الاشارة فَمَا يكون بدا من السّفر ثمَّ عزمت على السّفر من بلدي وَهِي قَرْيَة الدفنة من قرى وَادي رمع فسافرت حَتَّى دخلت الضحي فَوجدت الْفَقِيه فِي حَلقَة التدريس بَين أَصْحَابه فحين رَآنِي رحب بِي فَلَمَّا سَمِعت عَلَيْهِ بِقبُول قعدت بَين اصحابه قَالَ لي يَا فَقِيه قد اجزتك بِجَمِيعِ كتب النَّحْو فاخذت ذَلِك وعدت بلدي فَمَا طالعت شَيْئا من كتب النَّحْو الا عرفت مضمونه حَتَّى يظنّ من يذاكرني اني قد اخذت كتبا عديدة من النَّحْو قَالَ الْمخبر وَكَانَ كَمَا قَالَ واخبرني الثِّقَة عَن الْفَقِيه حسن الشرعبي الْآتِي ذكره فِي أهل موزع انه سَمعه يَقُول رَأَيْت ذَات لَيْلَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت لَهُ يَا رَسُول الله من أَوْلِيَاء الله الَّذين لَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ فَقَالَ هُوَ الدرسة فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلَة الْمُقبلَة رايته أَيْضا فَقلت يَا رَسُول الله أَي الدرسة هم قَالَ هم درسة الْفِقْه التَّنْبِيه والمهذب قلت يَا رَسُول الله فدرسة الْقُرْآن قَالَ اوليك اصفياء الله وَكَانَ وَفَاته بِبَلَدِهِ تَاسِع الْحجَّة سنة سِتّ وَسبعين وستماية
وَقد عرض مَعَ ذكره ذكر الصياد وَكَانَ من اعيان الْعباد والزهاد فَهُوَ ابو الْعَبَّاس