للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اِسْعَدْ الملقب ببها الدّين مَعَ قضا الْجبَال كَمَا قدمنَا ذكره وَيُقَال أَن هَذَا الْفَقِيه آخر من ولي الْقَضَاء على الْوَجْه المرضي بِالْيمن هَكَذَا أجمع فُقَهَاء الْيمن وتحققت ذَلِك بطرِيق التتبع وَهُوَ كَذَلِك فِي تهَامَة خَاصَّة وَفِي الْجبَال القَاضِي مُحَمَّد بن أبي بكر العمراني الْمُقدم ذكره وَلَو لم يكن للفقيه إِسْمَاعِيل شَاهد على الْوَرع الا مَا نقل عَنهُ الثِّقَات انه دخل بَيت قَاضِي زبيد وَكَانَ من خَواص اصحابه وَزوج اخته فلقى مُعَلّقا على حَبل ثيابًا من الْخَزّ وَكَانَ لَا يعرف مَعَه شَيْئا من ذَلِك فَقَالَ لَهُ من ايْنَ لَك هَذَا اشارة الى مَا رَآهُ فَقَالَ لَهُ صهره هَذَا من بركتك يَا ابا الذَّبِيح فَقَالَ ذبحني الله أَن لم أعزلك ثمَّ عَزله وَفِي عقب ذَلِك عزل نَفسه وَمِمَّا يذكر عَن هَذَا الْفَقِيه نفع الله بِهِ انني وجدت بِخَط تِلْمِيذه الْفَقِيه حسن بن مُحَمَّد بن سبا بن أبي أسعد الَّاتِي ذكره وَكَانَ من خَواص اصحابه قَالَ اخبرني عَليّ بن عبد الله أَنه سَافر مَعَ الْفَقِيه من الضحي الى الشويري الْقرْيَة الْمَذْكُورَة اولا قَالَ وَكنت كثيرا مَا الْتَزمهُ على أَن يُخْبِرنِي بِمَا فتح الله عَلَيْهِ فِي سَفَره من فَائِدَة بَيْنَمَا وَنحن فِي السّير إِذْ رَأَيْته قد شغل كَمَا نعلمهُ من وَقت حُصُول الْحَال عَلَيْهِ فَلَمَّا استفاق سَأَلته عَن امْرَهْ فَقَالَ لَا أخْبرك حَتَّى أَسْتَأْذن ثمَّ لما قربنا من الشويرى لقِيه اهل الْقرْيَة فشغل بهم وبتنا فِي الْقرْيَة فَلَمَّا كَانَ السحر لازمته فاخبرني بمخاطبته وكتبها بِيَدِهِ وَهِي الْحَمد لله قل لعبادي انا اشوق اليهم مِنْهُم الى المَاء الْبَارِد افلا يشتاقونا الي قل لعبادي انا اسْتُرْ عيوبهم عَن ملائكتي كَمَا يستر احدهم عَيبه عَن النَّاس قل لعبادي ان رَحْمَتي دَائِرَة عَلَيْهِم مَا دَامَت حَاجتهم الي وحاجتهم الي لَا تَنْقَطِع ابدا قل لعبادي وان كانمغفرتي اكثر من ذنوبهم افلست اهلا ان يستحى مني

وَكتب الى تِلْمِيذه اُحْدُ فُقَهَاء عصرنا أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الرَّسُول الَّاتِي ذكره من الْوَالِد اسماعيل ابْن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ الى الْوَلَد احْمَد بن أبي بكر الرَّسُول وَفقه الله تَعَالَى وَبعد فان حب الدُّنْيَا مَا دخل قلبا الا افسده وبفساده يفْسد جَمِيع الْجَسَد فالحذر الحذر فالدنيا ممر والاخرة مقرّ وَالله وَالله بِلُزُوم بَيت الله وَنشر الْعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>