للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقد اخذ عَن جمَاعَة من الْكِبَار كيونس بن يحي وَغَيره كالبرهان الْحَضْرَمِيّ وَكَانَ نقالا لفروع الْفِقْه غواصا على دقائقه وَله مصنفات مفيدة مِنْهَا شرح الْمُهَذّب وَغَيره وَدخل زبيد لغَرَض الزِّيَادَة فِي الْعلم فَتزَوج بابنة الْفَقِيه ابي بكر بن حنكاس الْحَنَفِيّ الَّاتِي ذكره وبابنة الْفَقِيه ابي الْخَيْر الْمُقدم ذكره وغلبت عَلَيْهِ محبَّة استيطان زبيد وَاجْتمعَ بِهِ المظفر غير مرّة يسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ فَلَمَّا جَاءَ القارى الى ذكر الْخمر وَالْخمر اشار لَهُ الْفَقِيه الى ذكر اعادته مرّة بعد اخرى بِحَيْثُ فهم الْملك المظفر أَنه يعرض لَهُ ابطاله فَقَالَ يَا فَقِيه قد فهمنا غرضك وَنحن نامر بابطاله فاستمر القارى على قِرَاءَته وَلما انْقَضى الْمجْلس قَالَ السُّلْطَان نُرِيد ابطال الْخمر فاعترضه ابْن دعاس وَقَالَ لَا عَلَيْك من رَأْي الْفَقِيه انت ملك وَعَلَيْك خراج عَظِيم وَلَا تَأْكُل ثمنهَا وَلَا تحضرها إِنَّمَا يَأْكُل الضَّمَان نَاس يشربونها وَلم يزل يُجَادِل حَتَّى اعْرِض السُّلْطَان عَن ذَلِك وَلما انقرض الاعيان فِي بنى صَالح جعل السُّلْطَان امْر القضا فِي تهَامَة اليه فَلبث مُدَّة الثرها سنة اسْتخْلف فِي الْقَضَاء اهله الصَّالِحين من اهل الْفِقْه والورع وَالصَّلَاح لم يتْرك قَاضِيا إِلَّا من علم صَلَاحه

وورعه فَترك بزبيد صهرا لَهُ اسْمه عَليّ بن احْمَد والقحمة عَليّ بن ثُمَامَة وهلم جرا فِي كل بلد فَقِيها ورعا وَاشْترط عَلَيْهِ ان لَا يحكم الا بِمحضر من الْفُقَهَاء فَيُقَال إِنَّه خُوطِبَ بهَا يَا اسماعيل رضيت بالنزول عَن التسمي بالفقه إِلَى التسمي بِالْقضَاءِ اَوْ كَمَا قيل وَقيل بل كَانَ كثير التَّرَدُّد الى تربة الشَّيْخ احْمَد الصياد وَقد يجد عِنْدهَا دَلِيلا على مَا فِيهِ صَلَاح حَاله فترجي هُنَالك بِمَا قدمنَا ذكره وَقيل أَنه لما وجد السُّلْطَان فِيمَا قَالَه من ابطال الْخمر كتب اليه فِي شقف وَقيل بِعظم يَا يُوسُف قد عزلت نَفسِي وامر بذلك الى امير خاندار رَسُولا وَقَالَ ابلغ ذَلِك الى السُّلْطَان فَلم يطق أَمِير خاندار كتم ذَلِك بل بعث بِهِ الى المظفر فحين وقف عَلَيْهِ علم ان لَا طَاقَة على رده فاضاف قضا التهايم إِلَى القَاضِي مُحَمَّد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>