ولد بمطخشارش من غرناطة قَاعِدَة بِلَاد الأندلس فِي الْعشْر الاخير من شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة ارتحل فِي أول سنة تسع وَسبعين وَحج فِيهَا وَلَقي الشُّيُوخ وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم الْخَطِيب يُوسُف بن ابراهيم ابْن أبي رَيْحَانَة الاندلسي وَهُوَ أقدم من أجَاز لَهُ وَمِنْهُم أَبُو الْحسن عَليّ بن البُخَارِيّ وَتُوفِّي فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بعد أَن أضرّ فِي آخر عمره
قَالَ القَاضِي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي الْمفضل يحيى بن فضل الله الْعمريّ وَلما سَافر ابْن تَيْمِية على الْبَرِيد إِلَى مصر سنة سَبْعمِائة نزل عِنْد عمي شرف الدّين رَحمَه الله وحض أهل مصر على الْجِهَاد فِي سَبِيل الله وَأَغْلظ فِي القَوْل للسُّلْطَان والامراء ثمَّ رتب لَهُ فِي مُدَّة مقَامه بِالْقَاهِرَةِ فِي كل يَوْم دِينَار ومخفية وجاءته بقجة قماش فَلم يقبل من ذَلِك شَيْئا قَالَ
وَحضر عِنْده شَيخنَا أَبُو حَيَّان وَكَانَ عَلامَة وقته فِي النَّحْو فَقَالَ مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل ابْن تَيْمِية ثمَّ مدحه على البديهة فِي الْمجْلس ... لما اتينا تَقِيّ الدّين لَاحَ لنا ... دَاع إِلَى الله فَرد مَاله وزر
على محياه من سِيمَا الألى صحبوا ... خير الْبَريَّة نور دونه الْقَمَر ...