ونشهد أَن سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي أرْسلهُ رَحْمَة مهداة وابتعثه نعْمَة لمن اتبع هداه وَجعله نقمة على من ابتدع بهواه فلطريقته النَّبَوِيَّة يقتفي الأخيار وبشريعته المحمدية يَقْتَدِي الْأَبْرَار وعَلى سنته المرضية يحافظ حفاظ الْآثَار صلى الله عَلَيْهِ أفضل صلواته وأشرف وحياه بأزكى تحياته وأطرف وَأكْرم وأنعم وأتحف وَعرف وَرَضي الله عَن آله سراة الْأَئِمَّة وَأَصْحَابه هداة الْأمة مَا أذهبت أنوار الْحق ظلمات الْبَاطِل المدلهمة وَسلم تَسْلِيمًا
أما بعد فَإِن الله عز وَجل وَله الْمِنَّة الْعُظْمَى أكمل هَذَا الدّين تممه حكما وَأَشَارَ إِلَى ذَلِك فِي كِتَابه الْمنزل على خير مُرْسل حتما بَقينَا {الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي ورضيت لكم الْإِسْلَام دينا} فَلم يبْق بعد الْكَمَال غَايَة ترَاد وَلَا حكم يُوجب وَلَا فَرِيضَة تزاد وَالدّين الْمشَار إِلَيْهِ مَا شَرعه سيدنَا رَسُول الله صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وَإِنَّمَا شَرعه بِأَمْر الله ووحيه وكشف بِإِذْنِهِ عَن حَقِيقَة أوامره وَنَهْيه يعلم ذَلِك مُبينًا مشروحا من قَوْله تَعَالَى {وَمَا ينْطق عَن الْهوى إِن هُوَ إِلَّا وَحي يُوحى}
وَخرج الإِمَام الزَّاهِد الْكَبِير أَبُو الْفَتْح نصر بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي فِي كِتَابه الْحجَّة على تَارِك المحجة من حَدِيث سُرَيج بن يُونُس عَن المعاوفي