للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بغضب الله عَلَيْهِم وباؤا وانتهبوا سفر حَضرمَوْت وأرهقوهم الْمَوْت فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَلما طرق مسامع الصفي أَحْمد بن الْحسن هَذَا الْفِعْل الشنيع وَالْخَبَر الفظيع وَالْإِمَام يَوْمئِذٍ بعمران لم يَأْخُذ مِنْهُ حِينَئِذٍ رخصَة الإستئذان لتضيق هَذَا الْحَادِث الَّذِي يجرح لَهُ صدر الْإِسْلَام وَيحل شخص الْبَاطِل فِي أَعلَى ذرْوَة السنام فوالا المراحل وأنضى الرَّوَاحِل وَحل مَا كَانَ أحكمه من الإبرام من معاودة بَيت الله الْحَرَام لترجيح هَذَا المهم وَرفع هَذَا الملم وأبرق وأرعد وناجى نَفسه ببيتي أَحْمد

(تبدل أيامي وعيشي ومنزلي ... نجايب لَا يفكرن فِي النحس والسعد)

(وأوجه فتيَان حَيا تلثموا ... عَلَيْهِنَّ لَا خوفًا من الْحر وَالْبرد)

فرقم لَهُ فِي عليين ثَوَاب الْغُزَاة المرابطين وَلم يظفر بطلبته من أُولَئِكَ الشَّيَاطِين فَأَنَّهَا طارت بهم الْغرْبَان إِلَى الوطن قبل أَن يصل إِلَى بندر عدن وَالْإِمَام سَار إِلَى صنعاء بَقِي بهَا أَيَّامًا ثمَّ ارتحل إِلَى ضوران وَاسْتقر بِتِلْكَ الأوطان وفيهَا توفّي بِمَكَّة المشرفة الْعَلامَة الزمزمي

وفيهَا توفّي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة الْعَلامَة أَحْمد بن مُحَمَّد القشاشي وَهُوَ الَّذِي شرح عقيدة الإِمَام المتَوَكل على الله

وَلما إستقر صفي الْإِسْلَام بعد أَن جهز إِلَى ملك الْهِنْد هَدِيَّة من الْخَيل الْعتاق وخيل الْيمن هُنَاكَ أعز من بيض الأنواق وأشف من الْبراق فَعَاد

<<  <   >  >>