للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوصل إِلَيْهِم فِي الْعَام الْمَاضِي لَا يمحوا حنقه عَن قُلُوبهم غير السّنة المواضي فَأرْدف على صَاحب دستهم ردفين وَوجه إِلَى نَحْو أغربتهم مدفعين مَعَ عَسْكَر يبتلعون كل بتان ويصيدون بعقبان راياتهم الشواهين مَعَ الْغرْبَان فَلَمَّا علم البردقال كَذَا أَنه لَا قدرَة لَهُم على مناصاة تِلْكَ الْأَبْطَال دبروا الْحِيلَة بِكُل فكر ولود وتفطنوا من مركب الْمُسلمين لجبخانة البارود ثمَّ أرْسلُوا عَلَيْهَا بَنَادِق من البارود بِتِلْكَ الهندسة فانقضت عَلَيْهَا من بطُون الأوراق كالسهام المقرطسة والطيور الَّتِي النيرَان لَهَا أَجْنِحَة أَو العساكر الَّتِي شرر الْجَحِيم لَهَا أسلحة فأحرقت الجبخانة مركب الْمُسلمين وصدقت المحنة والإبتلاء لأهل الدّين فانكسر مركبهم العامر ودارت عَلَيْهِم الدَّوَائِر فَهَلَك بِالسَّيْفِ من الْمُسلمين من هلك وَأدْركَ الْغَرق مِنْهُم من أدْرك وانتظمت مِنْهُم سلسلة الْأسر من لم يبرز عَلَيْهِ الْأَمر فتوجهوا تِلْقَاء كوَّة بالأسارى وابتهج لقدومهم من هُنَاكَ من النَّصَارَى فَلَمَّا حصلوا بَين يَدي النَّائِب أرسلهم إِلَى حَضْرَة سلطانهم الشَّيْطَان وخاضوا الْبَحْر إِلَى أَن وصلوا مستقره الَّذِي هُوَ بمغرب الجوان وَأخْبر الْفَتى سرُور من أهل المخا وَكَانَ من جملَة الأسرى الَّذين رجعُوا إِلَى الْيمن بعد أَن أطلقهُم سُلْطَان الفرنج أَنهم سافروا بهم فِي الْبَحْر سَبْعَة أشهر وَفِي الْبر ثَلَاثَة عشر شهرا وَلم يتوجهوا إِلَى أَمِيرهمْ الْأَقْرَب إِلَّا بعد أَن قضوا كل مأرب وترسموا على المراكب الْهِنْدِيَّة بِبَاب المندب فَأخذُوا الأتاوه كَمَا شاؤا وانفردوا

<<  <   >  >>