للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرَّسُول بعد أَيَّام بهدية مضاعفة وتحف مرادفة وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء منسلخ ذِي الْحجَّة توفّي الْأَمِير الْكَبِير الصَّدْر الشهير النَّاصِر بن عبد الرب بن عَليّ بن شمس الدّين ملك كوكبان وحافظ حوزته فِي ذَلِك الأوان وَهُوَ فرع من تِلْكَ الدوحة المتوكلية وشعاع مُتَّصِل بِتِلْكَ الهالة الشمسية

(وَابْن الأولى غير زجر الْخَيل مَا عرفُوا ... إِذْ تعرف الْعَرَب زجر الشاو والعكر)

(جمال ذِي الأَرْض كَانُوا فِي الْحَيَاة وهم ... بعد الْوَفَاة جمال الْكتب وَالسير)

كَانَت مخاليف الْيمن بِحُدُودِهِ تَحت رسم آبَائِهِ وجدوده تلقاها المطهر من أَبِيه الأطهر فرقم ملكه على صفحاتها بِلِسَان السَّيْف الأبتر

(وَمَا تقر سيوف فِي ممالكها ... حَتَّى يقلقل دهرا قبل فِي القلل (

كرد عَنْهَا أُمَرَاء الأتراك بِكُل ملحمة بلغت بهَا سيول الدِّمَاء إِلَى كَعْب الشرَاك حَتَّى طهر مِنْهُم كل رستاق وأذاق شجعانهم السم الزعاق وَمَا خلا عَن طرف من الْعرْفَان الْمَنْسُوب إِلَى أَخَوَيْهِ فَخر الدّين عبد الله الرِّضَا وجمال الدّين عَليّ المرتضى ولكنهما تربعا فِي كرْسِي مملكة المعارف ولبسا من قمص التَّحْقِيق جميل المطارف وَمن وقف على مَا دَار بَينهمَا فِي الْجَواب عَن معنى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا مَدِينَة الْعلم وعَلى بَابهَا تنسم نفحة كَلَام أَمِير الْمُؤمنِينَ وَأعلم أَن السلالة النَّبَوِيَّة هم المُرَاد بقول الصَّادِق الْأمين لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي على الْحق ظَاهِرين واختص جمال الْهدى باقتناه السِّرّ العرفاني وسمت ذَاته إِلَى إرتفاع التجرد عَن حضيض هَذَا الْعَالم الفاني

وَلما انْقَضى دور الدولة المطهرية المطهرة تلعب من بعده وَبعد أَخِيه الْملك

<<  <   >  >>