للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْجِنَايَات وَكَانَ فِيمَا مضى هُوَ الَّذِي يَغْزُو وينهب ويرضي ويغضب فَانْقَلَبَ الدست وانعكس البخت وَصَارَ يقْصد إِلَى عقر دَاره ويزعج من قراره حَتَّى قفرت الْقرى الَّتِي يضبطها حكمه وَيجْرِي عَلَيْهَا رسمه وقصارى دولته الدّفع عَن مُجَرّد صَبيا

وَفِي هَذَا الشَّهْر توفّي حَاكم السودة بهَا القَاضِي الْعَلامَة مُحَمَّد بن عَليّ الجملولي وَقد ولي منصب الْقَضَاء ببندر المخاء زَمَانا ثمَّ رفع بِقَضَاء السودة وَفِيه حصل مَا بَين قبايل ذيبان وشوابة وهران حَرْب أفضا إِلَى قتل جمَاعَة ثمَّ اصْطَلحُوا

وَفِي آخر جمادي الأولى توفّي السَّيِّد الْعَارِف نَاصِر صبح الَّذِي عَارض الْمَنْصُور بِاللَّه آخر دولته وَكَانَ فِي تِلْكَ الْمدَّة قد سكن ثعلان وأجابه من بهَا من السكان فقصده مُحَمَّد باشا فتعبأ أَصْحَابه لِلْقِتَالِ وتأهبوا للنزال ثمَّ بدا لَهُم الْخُرُوج إِلَى يَد نَائِب الباشا وَآل الْأَمر إِلَى فتك مُحَمَّد باشا بمشايخهم وفرار السَّيِّد إِلَى العصيمات ثمَّ وصل من بعد شهارة وَبهَا مَاتَ

وَفِي هَذَا الشَّهْر توفّي السَّيِّد الْعَارِف الْمهْدي بن الْهَادِي النوعة كَانَ ذَا ولوع بالتاريخ وصنف فِيهِ مؤلفا فِي جلدين سَمَّاهُ الإقبال ولاه شرف الْإِسْلَام الْحسن بن الْمَنْصُور ذِي السفال وَاسْتمرّ كَذَلِك فِي زمن الْمُؤَيد وَرَفعه المتَوَكل فَجعل لإبن أَخِيه صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن ولَايَة فِيهِ فَسَار إِلَى بَلَده ساقين ثمَّ عاود حَضْرَة الصفي وَدخل مَعَه حَضرمَوْت وَكَانَ فِي مُدَّة الْمُؤَيد عزم إِلَى ساقين بِمَال جزيل فَرفع خَبره إِلَى الإِمَام فاستدعاه من الطَّرِيق وَهُوَ بِبَيْت القابعي بِمَا مَعَه من المَال فوصل وَذكر أَن المَال من غلَّة أَمْوَاله الَّتِي شراها أَيَّام ولَايَة

<<  <   >  >>