وفيهَا يَوْم الْجُمُعَة غرَّة رَجَب مِنْهَا كَانَت وَفَاة مَوْلَانَا وَشَيخنَا الشَّيْخ أَحْمد بن عبد اللَّطِيف البشبيشي الشَّافِعِي شيخ الْمُحَقِّقين وأستاذ المدققين وَبَقِيَّة الصَّالِحين وخاتمة الْعلمَاء العاملين وصدور المدرسين اشْتهر صيته فِي الْأَمْصَار وشاع فَضله فِي الأقطار انْتفع بِهِ الْحَاضِر والباد ورحلت إِلَيْهِ الطّلبَة من أقاصي الْبِلَاد فَصَارَ محط رحالهم ومنتهى آمالهم لحسن تَقْرِيره الْمسَائِل على أسهل وَجه وألطف تركيب وأوجز عبارَة حَتَّى تخرج بِهِ جمع كثير فِي زمن يسير ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَألف ب بشبيش قَرْيَة من أَعمال الْمحلة وَحفظ بهَا الْقُرْآن على الْعَلامَة سُلْطَان المزاحي ولازمه فِي الْفِقْه والْحَدِيث والعربية والفرائض وَغَيرهَا من الْعُلُوم نَحْو خمس عشرَة سنة ولازم أَيْضا الضياء مَوْلَانَا الشَّيْخ على الشبرملسي فِي العقائد والنحو وَالْأُصُول حَتَّى تخرج بِهِ وَأخذ عَن حَافظ الْعَصْر مَوْلَانَا مُحَمَّد البابلي وَعَن شَافِعِيّ زَمَانه الْعَلامَة مُحَمَّد الشَّوْبَرِيّ وَالشَّيْخ ياسين الْحِمصِي والعلامة سري الدّين الْحَنَفِيّ وَالشَّيْخ حُسَيْن الخفاجي وَالشَّيْخ أَحْمد ابْن عمرَان الفاسي وَغَيرهم وتصدر للإقراء والتدريس بالجامع الْأَزْهَر وَاجْتمعت عَلَيْهِ الأفاضل وَجلسَ فِي مَحل تدريس شَيْخه سُلْطَان المزاحي فلازمه جماعته ودرس فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة والعقلية وَحج إِلَى بَيت الله الْحَرَام فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور بِمَكَّة ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وَتِسْعين مُجْتَهدا فِي الإفادة والتدريس ناشراً در علمه النفيس ثمَّ عزم موسم سنة أَربع وَتِسْعين صُحْبَة الْحَاج الْمصْرِيّ إِلَى الْقَاهِرَة وَحصل لَهُ أَوَاخِر السّنة الْمَذْكُورَة بِمَكَّة توعك فِي جِسْمه ارتحل مِنْهَا وَهُوَ فِي أثر مِنْهُ وَأقَام بِمصْر إِلَى أَن كَانَت وَفَاته فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور من السّنة الْمَذْكُورَة أَعنِي سنة سِتّ وَتِسْعين بِبَلَدِهِ بشبيش رَحمَه الله رَحْمَة وَاسِعَة وَفِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر شعْبَان مِنْهَا دخل شيخ آل ظفير سَلامَة بن مرشد ابْن صويت مَكَّة فِي أَمَان الله وأمان مَوْلَانَا الشريف أَحْمد بن زيد خَاصَّة والأشراف جَمِيعهم عَامَّة وَألقى السّلم وَدخل تَحت الطَّاعَة فَأمر لَهُ الشريف أَحْمد بمضارب نصبت بالمحصب وَأقَام قَرِيبا من شَهْرَيْن فَذكر مَوْلَانَا الشريف للأشراف أَن ابْن صويت جَاءَكُم بأَهْله وحلته وَقد دخل عَليّ فَإِن عفوتم فَأنْتم مَحل الْعَفو فها هُوَ قد استسلم فَأَجَابُوهُ بالسماح وَكَتَبُوا خطوطهم بالسماح عَن ابْن صويت عَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute