والدعة والسكون وَفِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة أَمر بشنق سَبْعَة أنفس من السراق ثمَّ دخلت سنة سِتّ وَتِسْعين فِي سَابِع محرم الْحَرَام مِنْهَا قطع مُحَمَّد ولد الْحَاج أَحْمد العصائبي المغربي يَدَاهُ لسرقة بعد أَن شفع فِيهِ صَاحب جدة إِلَى مَوْلَانَا الشريف أَحْمد فَلم يشفعه إيثاراً لإِقَامَة أَحْكَام الدّين ودفعاً لأذية الْمُسلمين وفيهَا كثرت الشرور وَالْخِصَام والدعاوي بَين الْأَنَام الْخَواص والعوام فِي الظلامات السابقات فِي الْأَمْلَاك والحقوق والأوقاف لما رَأَوْا من الْعدْل والإنصاف واصطبر لضجيجهم والهذا والتصديع والأذى حَتَّى أنصف الْمَظْلُوم من ظالمه ورد الْحق إِلَى معالمه كَانَ الله لَهُ فِي الدَّاريْنِ وبلغه من كل مأمول مَا لَا يضبطه الْكمّ والكيف والأين وفيهَا ثَانِي عشر جُمَادَى مِنْهَا قدم الْوَزير مُحَمَّد عَليّ بن سليم وَزِير الشريف سعد من بِلَاد الْيمن وَقد خرج من مَكَّة يَوْم خُرُوج سَيّده الشريف من منى موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَألف بعد أَن رد عقاره الَّذِي بيع فِي غيبته وَأخرج واضعي أَيْديهم عَلَيْهِ بعد أَن سبقت دَعْوَى بالوقفية ووردت شهودها عِنْد قَاضِي الشَّرْع فَكتب لَهُ مَوْلَانَا الشريف أَحْمد بِكُل ذَلِك فوصل إِلَى مَكَّة فِي التَّارِيخ الْمَذْكُور وفيهَا كَانَت وَفَاة الْعَلامَة أَبى زَكَرِيَّا يحيى ابْن الْفَقِيه الصَّالح مُحَمَّد النابلي الشاوي الملياني المغربي الجزائري شَيخنَا الْعَلامَة والمحقق الفهامة إِمَام الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول مُحَرر الْفُرُوع وَالْأُصُول الْفَحْل الَّذِي لَا يُبَارى فِي فنون الْعُلُوم وَالسَّابِق الَّذِي لَا يجارى فِي مضمار الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم ولد بِمَدِينَة مليانة وَنَشَأ بِمَدِينَة الجزائر وَقَرَأَ بهَا على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ سعيد مفتي الجزائر وَالشَّيْخ عَليّ بن عبد الْوَاحِد الْأنْصَارِيّ والمحقق مُحَمَّد بن مُحَمَّد بهْلُول السَّعْدِيّ وَالشَّيْخ مهْدي وَأخذ عَنْهُم الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا من الْعُلُوم وَأَجَازَهُ شُيُوخه وتصدر للإفادة بِبَلَدِهِ وَقدم مصر سنة أَربع وَسبعين وَألف قَاصِدا الْحَج وزار قبر النبى
وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الْعَلامَة سُلْطَان المزاحي وَإِمَام الْعَصْر الشَّيْخ الْعَلامَة مُحَمَّد بن عَلَاء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute