للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

علمت أَن الله تبَارك وَتَعَالَى بعث مُحَمَّدًا

وعمومته أَرْبَعَة فَأَجَابَهُ اثْنَان أَحدهمَا أبي وَكفر اثْنَان أَحدهمَا أَبوك وَأما مَا ذكرت من النِّسَاء وقرابتهن فَلَو أعطين على قدَر الْأَنْسَاب وَحقّ الأحساب لَكَانَ الْخَيْر كُله لآمنة بنت وهب وَلَكِن الله يخْتَار لدينِهِ من يَشَاء من خلقه وَأما مَا ذكرت عَن فَاطِمَة بنت عَمْرو أم أبي طَالب فَإِن الله لم يهد أحدا من وَلَدهَا إِلَى الْإِسْلَام وَلَو فعل لَكَانَ عبد الله بن عبد الْمطلب أَوْلَادهم بِكُل خير فِي الْآخِرَة وَالْأولَى وأسعدهم بِدُخُول الْجنَّة وَلَكِن الله أَبى ذَلِك فَقَالَ {إنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يشاءُ} الْقَصَص ٥٦ وَأما مَا ذكرت من فَاطِمَة بنت أَسد أم عَليّ بن أبي طَالب وَفَاطِمَة أم الْحسن وَالْحُسَيْن وَأَن هاشماً ولد عليا مرَّتَيْنِ وَأَن عبد الْمطلب ولد الْحسن مرَّتَيْنِ فَخير الْأَوَّلين والآخرين رَسُول الله

لم يلده هَاشم إِلَّا مرّة وَاحِدَة وَلم يلده عبد الْمطلب إِلَّا مرّة وَاحِدَة وَأما مَا ذكرت من أَنَّك ابْن رَسُول الله

فَإِن الله قد أَبى ذَلِك لَهُ فَقَالَ {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِجَالِكُمْ وَلَكِن رَسُول الله وَخَاتم النبين} الْأَحْزَاب ٤٠ وَلَكِنَّكُمْ بَنو ابْنَته وَإِنَّهَا لقرابة قريبَة غير أَنَّهَا امْرَأَة لَا تحوز الميرات وَلَا يجوز أَن تؤم فَكيف تورث الْإِمَامَة من قبلهَا وَلَقَد طلب بهَا أَبوك من كل وَجه فأخرجها تخاصم ومرّضها سرا ودفنها لَيْلًا وأبى النَّاس إِلَّا تَقْدِيم الشَّيْخَيْنِ وَلَقَد حضر أَبوك وَفَاة رَسُول الله

فَأمر بِالصَّلَاةِ غَيره ثمَّ أَخذ النَّاس رجلا رجلا فَلم يَأْخُذُوا أَبَاك فيهم ثمَّ كَانَ فِي أَصْحَاب الشورى فَكل دَفعه عَنْهَا بَايع عبد الرَّحْمَن عُثْمَان وَقبلهَا عُثْمَان وَحَارب أَبَاك طَلْحَة وَالزُّبَيْر ودعا سَعْدا إِلَى بيعَته فأغلق بَابه دونه ثمَّ بَايع مُعَاوِيَة بعده وأفضى أَمر جدك إِلَى أَبِيك الْحسن فسلمه إِلَى مُعَاوِيَة بخرق ودراهم وَأسلم فِي يَدَيْهِ شيعته وَخرج إِلَى الْمَدِينَة وَدفع الْأَمر إِلَى غير أَهله وَأخذ مَالا من غير حلّه فَإِن كَانَ لكم فِيهَا شىء فقد يعتموه وَأما قَوْلك إِن الله أخْتَار لَك فِي الْكفْر فَجعل أَبَاك أَهْون أهل النَّار عذَابا فَلَيْسَ فِي الشَّرّ خِيَار وَلَا من عَذَاب الله هَين وَلَا يَنْبَغِي لمُسلم يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يفتخر بالنَّار وسترد فتعلم {وَسيعلَمُ اَلذينَ ظلَمُوا} الشُّعَرَاء ٢٢٧ الْآيَة وَأما

<<  <  ج: ص:  >  >>