فَقَالَ مُعَاوِيَة أيتها الْكَبِيرَة أَنا كَاف عَن هَاشم قَالَت فَإِنِّي أكتب عَلَيْك عهدا فقد كَانَ النَّبِي
دَعَا ربه أَن يستجيب لي خمس دَعَوْت فأجعل تِلْكَ الدَّعْوَات كُله فِيك فخاف مُعَاوِيَة وَحلف لَهَا أَلا يسب بني هَاشم أبدَاً فَهَذَا آخر مَا كَانَ من أمرهَا مَعَه قيل قَالَ رجل من قُرَيْش مَا أَظن مُعَاوِيَة أغضبهُ شَيْء قطّ فَقَالَ بَعضهم إِن ذكرت أمه غضب فَقَالَ مَالك ابْن أَسمَاء الْقرشِي أَنا أغضبهُ إِن جعلتم لي جُعْلا فَفَعَلُوا فَأَتَاهُ فِي الْمَوْسِم فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن عَيْنَيْك لتشبهان عينَي أمك قَالَ نعم كَانَتَا عينين طالما أعجبتا أَبَا سُفْيَان ثمَّ دَعَا مُعَاوِيَة مَوْلَاهُ شقران فَقَالَ لَهُ أعدد لأسماء دِيَة ابْنهَا فَإِنِّي قد قتلته وَهُوَ لَا يدْرِي فَرجع وَأخذ الْجعل فَقيل لَهُ إِن أتيت عَمْرو بن الزبير فَقلت لَهُ مثل مَا قلت لمعاوية أعطيناك كَذَا وَكَذَا فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ ذَلِك فَأمر بضربه حَتَّى مَاتَ فَبلغ مُعَاوِيَة مَوته فَقل أَنا وَالله قتلته وَبعث إِلَى أمه بِتِلْكَ الدِّيَة الَّتِي أعدهَا وَأَنْشَأَ يَقُول // (من الطَّوِيل) //
(أَلَا قُلْ لأَسْمَاءِ المُنى أُم مَالِكٍ ... فَإِني لَعَمْرُ الله أَهْلَكْتُ مَالِكَا)
وَقيل لِشَرِيك القَاضِي إِن مُعَاوِيَة كَانَ حَلِيمًا فَقَالَ كلا وَالله لَو كَانَ حَلِيم لما سفه الْحق وَقَاتل عَلِياً عَلَيْهِ السَّلَام وَلما مَاتَ سعيد بن الْعَاصِ وَفد ابْنه عَمْرو على مُعَاوِيَة فاستنطقه فَقَالَ إِن أول كل مركب صَعب وَإِن مَعَ أمس غَدا فَقل لَهُ مُعَاوِيَة من أوصى بك أَبوك فَقَالَ إِنَّه أوصى إليَ وَلم يُوصِ بِي فَقَالَ مُعَاوِيَة إِن ابْن سميَّة هَذَا لأشدق فُسمي عَمْرو الْأَشْدَق من ذَلِك الْيَوْم وَدخل ملك بن هُبَيْرَة السَّلُولي على مُعَاوِيَة وَكَانَ شَيخا كبيرَاً فأجلسه فحرك رجله فَمدَّهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة لَيْت لنا جَارِيَة لَهَا مثل ساقيك فَقَالَ مُتَّصِلا وبمثل عجيزتك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَخَجِلَ مُعَاوِيَة وَقَالَ وَاحِدَة بِوَاحِدَة وَدخل عَلَيْهِ شريك بن الْأَعْوَر فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة أَنْت شريك وَمَا لله من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute