كان عاصيا لكنه دون غمّ الكافر، وإما في بشر وسرور إذا كان مطيعًا، والذي تقتضيه ظواهر الأحاديث الصحيحة أن أرواح المؤمنين في عليين وأرواح الكفار في سجين ولكن لكل منهما اتصال بجسدها وذلك الاتصال إما معنوي لا يشبه الاتصال الذي بالحياة الدنيا وأقرب ما يشبه به النوم فإن روح النائم قد فارقت جسدها لكن ليس فراقا كليا لكن بقي لها به اتصال ما وبه يقع إدراك بدن المؤمن [للتنعيم] وإدراك بدن الكفار للتعذيب لأن التنعيم يقع لروح هذا والعذاب يقع لروح هذا ويدرك ذلك البدن على ما هو المذهب المرجح عند أهل السنة وهو أن النعيم والعذاب يقع على الروح أو على الجسد والجواب أنه عليهما معا لكن حقيقته على الروح [ويألم] الجسد مع ذلك وينعم لكن لَا يظهر أثر ذلك لمن يشاهد من أهل الدنيا، ولهذا لو نبش عن الميت لوجد كهيئته يوم وضع، اهـ. قاله الحافظ العسقلاني الشهير بابن حجر (١)، والله أعلم.
٥٣٨٠ - وَعَن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي -رضي الله عنهما- قَالَ قبرنا مَعَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- يَعْنِي مَيتا فَلَمَّا فَرغْنَا انْصَرف رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- وانصرفنا مَعَه فَلَمَّا حَاذَى رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- بَابه وقف فَإِذا نَحن بِامْرَأَة مقبلة قَالَ أَظُنهُ عرفهَا فَلَمَّا ذهبت إِذا هِيَ فَاطِمَة -رضي الله عنها- فَقَالَ لَهَا رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- مَا أخرجك يَا فَاطِمَة من بَيْتك قَالَت أتيت يَا رَسُول الله أهل هَذَا الْمَيِّت فرحمت إِلَيْهِم ميتهم أَو عزيتهم بِهِ فَقَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- لَعَلَّك بلغت مَعَهم الكدا فَقَالَت معَاذ الله وَقد سَمِعتك تذكر