للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ماذا فعل فلان وماذا فعلت فلانة هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن الرجل مات قبله قال: هيهات قد مات قبلي، فيقولون: إنا لله هانا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية، ففي هذه الأخبار أن أرواح الموتى تتلاقى وتتحادث، وأما كون حالهم في ذلك شبيها بحال الدنيا فلا يظن ذلك من له اطلاع على أن حال البرزخ مغاير لحال الدنيا فلا يلزم من استواء الطائفتين في الإدراك أن يستوي إدراكهما والله أعلم. قاله الحافظ ابن حجر (١).

تنبيه: قوله في الحديث الذي ذكره ابن عبد البر: [أنه -صلى الله عليه وسلم-] قال: ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا ردّ الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. أما معرفة الميت بمن يزوره وسماع كلامه فهو متفرع عن مسألة مشهورة وهي أين مستقر الأرواح بعد الموت؟ فجمهور أهل الحديث على أن الأرواح على أفنية قبورها، نقله ابن عبد البر وغيره، والأفنية جمع فناء بكسر الفاء والمد وهو ما بين أيدي المنازل والدور [وفي تفسير] (٢) وهو حريم الدار ونحوها وما كان في جوانبها وقريبا منها فإن الأرواح مأذون لها في التصرف ونوزع في إطلاق ذلك فإن أرواح الشهداء قد ورد فيها أخبار ظاهرها بخلاف ذلك ولا شك أن الأنبياء أعظم قدرا من الشهداء فلا شك أن لأرواحهم من الفضيلة فوق ما للشهداء، وأما سائر الناس فمؤمن وكفر فروح الكافر في غم وضيق وحبس وكرب وتعذيب وروح المؤمن إما في غم [إن]


(١) الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع (ص: ٨٨).
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.