للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله: "وعن أبي سعيد" تقدم. قوله: "إنّ الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب" الحديث، أي كما تمنعون مريضكم الطعام والشراب، والحمية المنع، فأشار إلى الحمية والحمية الدينية، الحمية أصلها من حميته حماية أي دافعت [عنه]، تقول حميت المريض الطعام حمية وحموة واحتميت من الطعام احتماء.

قال الشيخ أبو عبد الله القرطبي (١)، في شرح الأسماء الحسنى: حكي أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال لعلي بن حسين ليس في كتابكم من علم الطيب شيء، والعلم علمان علم الأبدان وعلم الأديان، فقال له علي: قد جمع الله الطب في نصف آية من كتابنا، فقال: ما هي؟ فقال: قوله عز وجل: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} (٢)، فقال النصراني: لا يؤثر عن رسولكم شيء من الطب؟ فقال علي: رسولنا - صلى الله عليه وسلم - جمع الطيب في كلمات يسيرة، قال: ما هي؟ قال: المعدة بيت الأدواء والحِمْيَة رأس الدواء، وأعطِ كل جسد ما عودته. فقال النصراني: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا. ثم قال: قال علماؤنا: يقال أن معالجة المريض نصفان نصف دواء ونصف حمية، فإن اجتمعا فكأنك بالمريض قد برئ وصح وإلا فالحمية به أولى إذ لا ينفع دواء مع ترك الحمية وقد تنفع الحمية مع ترك الدواء، ويقال أن الهند جل معالجتهم بالحمية؛ [يمتنع] المريض عن الأكل والشرب والكلام عدة [عدة


(١) تفسير القرطبي (٧/ ١٩٢).
(٢) سورة المسرفين، الآية: ٣١.