١٨٣ - وَعَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"إِن نَاسًا من أمتِي سيتفقهون فِي الدّين يقرؤون الْقُرْآن يَقُولُونَ نأتي الأُمَرَاء فنصيب من دنياهم ونعتز لَهُم بديننا وَلا يكون ذَلِك كَمَا لَا يجتنى من القتاد إِلَّا الشوك كذَلِك لَا يجتنى من قربهم إِلَّا" قَالَ ابْن الصَّباح كَأَنَّهُ يَعْنِي الْخَطَايَا. رَوَاهُ ابْن مَاجَة وَرُوَاته ثِقَات (١).
قوله: عن ابن عباس، تقدم.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ناسًا من أمتي سيتفقهون في الدين يقرؤون القرآن يقولون: نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم ونعتز لهم بديننا ولا يكون ذلك كلما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك" الحديث، القتاد: شجر كثير الشوك ينبت بنجد وتهامة وهو أعظم وأصغر، فالأعظم الذي له شوك، والأصغر التي التي ثمرها نفاخة كنفاخة العشر، والمراد هنا: التقاد الأعظم، قاله في الصحاح.
قوله:"كذلك لا يجتنى من قربهم إلا" قال ابن الصلاح: كأنه يعني الخطايا؛ ابن الصباح: اسمه محمد بن الصباح البغدادي.
وقوله:"إلا" من الاكتفاء، فحديث ابن عباس حديث حسن، وهو علم من أعلام النبوة، فإن كثيرًا من العُلماء الذي يقرؤون القرآن وهم كما قال اللّه: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ
(١) أخرجه ابن ماجة (٢٥٥)، والطبراني في الأوسط (٨/ ١٥٠ رقم ٨٢٣٦) والشاميين (٢٥٥٦). قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به: هشام بن عمار. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (٨٦) و (١٣٥٧)، المشكاة (٢٦٢)، الضعيفة (١٢٥٠).