للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في ذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" وكان - رضي الله عنه - من أجلهم، ولهذا سماها العلماء سنة، وإنما أطلق هو عليها بدعة لما رأى أنها لم تكن كذلك من رسول ال - صلى الله عليه وسلم -، والبدعة المذمومة: فهو ما خالفت سنة، فمن ذلك صلاة الرغائب فإنها موضوعة وكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو اجتمع الناس على قارئ في مسجد في قيام الليل كانوا مبتدعين بلا شك، لأن ذلك لم يكن معهودا في عصرهم، والله أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم - في رواية ابن ماجه من حديث حذيفة: "لا يقبل الله لصاحب بدعة صومًا ولا حجًّا ولا عمرةً ولا جهادًا ولا صرفًا ولا عدلًا" قال في الديباجة: حديث موضوع، ولفظ الصرف والعدل تكرَّر في السنة كثيرًا، فالصرف: التوبة، وقيل: الندم، والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة، وسيأتي الكلام على ذلك مبسوطا في إخافة أهل المدينة ومن أرداهم بسوء وفي غيره من المواضع، وقال الفضيل بن عياض رحمة الله عليه: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه، وإذا رأيت مبتدعًا في طريق فخذ في طريق آخر، ولا يرفع الله لصاحب البدعة عمل، ومن أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام (١)، انتهى.

وروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام" (٢) ذكره أبو


(١) حلية الأولياء (٨/ ١٠٣).
(٢) أخرجه ابن حبان في المجروحين (١/ ٢٣٥ - ٢٣٦)، والآجرى في الشريعة (٢٠٣٩) و (٢٠٤٠)، والطبراني في الأوسط (٧/ ٣٥ رقم ٦٧٧٢)، وابن عدى (٣/ ١٦٩)، وابن =