للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يقال أنه استأذن في القصص وقص بعد وفاة عمر، ويعارضه أيضًا حديث أوس بن أبي أوس قال: إنا لقعود عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقص علينا ويذكرنا إذ أتاه رجلٌ، إلى آخره، وهو حديث صحيح (١)، وإنَّما عنى بها أنها من بدعة الهيئة الاجتماعية عليه في وقت معين فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يعين وقت معين يقص على أصحابه فيه غير خطبه الراتبة في الجمع والأعياد، وإنما كان يذكرهم أحيانًا، وعند حدوث أمر محتاج إلى التذكير عنده، ثم إن الصحابة اجتمعوا على تعيين وقت له كما صح عن ابن مسعود أنه كان يذكر أصحابه كل خميس، وروى عن عمر بن عبد العزيز أنه أمر القاص أن يقص كل ثلاثة أيام مرة، ومن هذا قول الحسن: القصص بدعة ونعمت البدعة كم من أخ يستفاد ودعوة مستجابة وحاجة مقضية (٢).

والبدعة: عبارة عن فعل لم يكن فابتدع، وإنما أطلق عليها بدعة باعتبار أنها لم تكن كذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالبدع الحسنة متفق على جوازها وفعلها، وأما البدع المستقبحة وهي كل ما كان مخالفا للشريعة، واعلم أن كل ما كان مكروهًا فإنكاره مستحب لا واجب، والسكوت عنه مكروه، وما كان محرما فإنكاره واجب، والسكوت عنه حرام (٣).


(١) أخرجه أحمد ٤/ ٨ (١٦١٦٣)، وابن ماجه (٣٩٢٩)، والنسائي في المجتبى ٦/ ٤٧٢ - ٤٧٣ (٤٠١٦ - ٤٠١٨). وصححه الألباني في الصحيحة (٤٠٩).
(٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ٧٨٦).
(٣) إحياء علوم الدين (٢/ ٢٣٥)، وتنبيه الغافلين (ص ٤٣٠).