للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بدعتكم عندي، ولست بمجيبكم إلى شيء منهما، الحديث؛ المراد برفع الأيدي على المنابر، رفع أيديهم عند الدعاء، ومن البدع: القصص بعد الصبح والعصر، أي: المواعظ، وعن خباب بن الأرت أنه رأى ابنه عبد الله قص فلما رجع اتزر وأخذ السوط، وقال: أمع العمالقة أنت؟ هذا قرن قد طلع (١)، قال ابن عبد البر (٢): فهذا خباب سمى القصص بدعة، لأن القصص أحدث عليهم، ولم يكونوا يعرفونه، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" فكان مما أحدث بعده - صلى الله عليه وسلم - ما أحدثه القصاص بعده مما أنكره غير واحد من الصحابة، وكان ابن عمر ينكره ويقول: لم تكن القصص في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر، وانما كان القصص حين كانت الفتنة، انفرد به ابن ماجه وإسناده حسن (٣).

فهذا يعارض ما رواه الأئمة عن تميم الداري: أنه أول من قص على الناس استأذن عمر في ذلك فأذن له (٤)، وسيأتي الكلام على ذلك أواخر الباب إلا أن


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٥/ ٢٩١ (٢٦١٩٧) ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ١١ - ١٢)، وابن الجوزى في القصاص والمذكرين (١٩٨).
(٢) التمهيد (٤/ ١٢).
(٣) أخرجه ابن ماجه (٣٧٥٤)، وابن حبان (٦٢٦١). وقال البوصيرى في الزجاجة ٤/ ١٢٢ - ١٢٣: هذا إسناد فيه العمري وهو ضعيف واسمه عبد الله. وضعفه الألباني في التعليق على ابن ماجه.
(٤) أخرجه أحمد ٣/ ٤٤٩ (١٥٧١٥)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٤٩ رقم ٦٦٥٦) والشاميين (١٧٠٠). قال الهيثمى في المجمع ١/ ١٩٠: رواه أحمد والطبرإني في الكبير، وفيه بقية بن الوليد، وهو ثقة مدلس.