للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وغيرهما من العلماء فأوجبوا إخراج الكفار من جزيرة العرب وقالوا لا يجوز تمكينهم من سكناها ولكن الشافعي رحمه الله خص هذا الحكم ببعض جزيرة العرب وهو الحجاز وهو عند مكة واليمامة ومخالفيها دون اليمن وغير مما هو من جزيرة العرب (١) وهكذا فسره أصحابنا كما فسره الشافعي وجوز أبو حنيفة دخولهم الحرم (٢) وهذا الذي نقل عن الأصمعي قاله أيضا ابن الكلبي وغيره (٣) والله أعلم.

تنبيه: قال الأزهري: سميت جزيرة لأن بحر فارس وبحر السودان أحاطا بجانبيها وأحاط بالجانب الشمال دجلة والفارت وقيل سميت جزيرة العرب لإحاطة البحار بها من نواحيها وانقطاعها عن المياه العظيمة وأصل الجزر في اللغة القطع وأضيفت إلى العرب لأنها الأرض التي كانت بأيديهم قبل الإسلام وديارهم التي هي أوطانهم وأوطان أسلافهم (٤).

فائدة: قول الشافعي في الكلام على جزيرة العرب وهي مكة والمدينة واليمامة، واليمامة مدينة من اليمن على مرحلتين من الطائف سميت باسم جارية زرقاء كانت تبصر الكواكب من مسيرة ثلاثة أيام، وقال


(١) شرح النووي على مسلم (١١/ ٩٣).
(٢) شرح النووي على مسلم (١١/ ٩٤)
(٣) انظر البلدان (ص ٨٤) لابن الفقيه.
(٤) تهذيب اللغة (١٠/ ٣١٩)، والصحاح (٢/ ٦١٣)، والفائق (١/ ٣٠٩)، وشرح النووي على مسلم (١١/ ٩٣).