للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يركب حمارًا عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا وهذا يقتضي أن يكون هذا الحمار أكبر حمار في الدنيا فراكبه ينبغي أن يكون أكبر إنسان في الدنيا وكذا قال في خبر الجساسة فإذا أعظم إنسان رأيناه لكن في حديث أبي داود في وصف الرجال أنه قصير أفحج وإنما يكون قصيرًا بالنسبة إلى نوع الإنسان فمقتضى ذلك أن يكون فيهم من هو أطول منه ولهذا قيل إن وصفه بالأكبرية إنما يعني بذلك [عظم فتنته وكبر محنته إذ ليس بين يدى الساعة أعظم ولا أكبر منها ويحتمل أنه يريد به: أنه ينتفخ أحيانا حتى يكون في عين الناظر إليه أكبر من كل نوع الإنسان، كما في حديث ابن صياد أنه انتفخ عن غضبه حتى ملأ الطريق، والله أعلم بحقيقة ذلك (١) انتهى قاله في الديباجة.

قوله: بلَى يَا رَسُول الله فَقَالَ الشّرك الْخَفي أَن يقوم الرجل فَيصَلي فيزين صلَاته لما يرى من نظر رجل وفي الحديث بعده فيزين صلَاته جاهدا لما يرى من نظر النَّاس إِلَيْهِ فَذَلِك شرك السرائر، الرياء نوعان أحدهما: أن لا يريد بطاعته إلا الناس، الثاني أن يريد بطاعته الناس ورب الناس وكلاهما محبط للعمل ونقل هذا القول في الحلية (٢) عن بعض السلف قال الفضيل بن عياض ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما، ومعنى كلامه رحمه الله تعالى: أن من عزم على فعل عبادة ثم تركها مخافة أن يراه الناس فهو مرائي لأن العامل لله تعالى


(١) المفهم (٢٣/ ١٢٥).
(٢) الحلية (٨/ ٩٥).