كتاب فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب

جمع ذلك كله ثم قذف به في جهنم" قال: الإمام أبو عبد الله القرطبي (١) هذا حديث صحيح يدل على صحته من الكتاب قوله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ} (٢) قيل هذا عام في كل شيء من الأعمال النافعات وغير ذلك ومعنى فيركمه جميعا أي يجعله بعضه على بعض فيكون مما يعذبون به كما قال: تعالى: {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} (٣).

١٣٠٨ - وَعَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - عَن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ خير الصَّدَقَة مَا أبقت غنى وَالْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وابدأ بِمن تعول تَقول امْرَأَتك أنْفق عَليّ أَو طَلقنِي وَيَقُول مملوكك أنْفق عليّ أَو بِعني وَيَقُول ولدك إِلَى من تكلنا رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه (٤) وَلَعَلَّ قَوْله تَقول امْرَأتك إِلَى آخِره من كَلَام أبي هُرَيْرَة مدرج.

قوله وعن أبي هريرة أيضًا تقدم الكلام على أبي هريرة.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الصدقة ما أبقت غنى" تقدم الكلام على ذلك.

(١) قمع الحرص (ص ١٤٨).
(٢) سورة الأنفال، الآية: ٣٧.
(٣) سورة التوبة، الآية: ٣٥.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٤٢٧ (١٠٦٩٣) والطبراني في الأوسط (٩/ ١٨٤ رقم ٩٤٨٧) مقتصرا على أوله، وأخرجه البزار (٩١٤١)، وابن خزيمة (٢٤٣٦)، والطبراني في الأوسط (٩/ ١٠٢ - ١٠٣ رقم ٩٢٥١)، والبيهقي في الشعب (٥/ ٩٥ - ٩٦ رقم ٣١٤٦). وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٨٨١).