للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "لا يلدغ" يروي بضم الغين على الخبر يعني أن المؤمن حازم لا يخدع مرة بعد مرة، ولا يفطن لذلك، وقيل: أراد به الخداع في أمر الآخرة دون الدنيا، ويروي بكسر العين نهيا، أي: لا يؤتى من جهة الغفلة، وهذا يصح أن يتوجه إلى أمر الدنيا والآخرة أيضًا، ويؤيد ما قاله أبو داود الطيالسي ما رواه النسائي في مسند علي عن أبي سخيلة أنه سمع عليًا يقول: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (١) قال لى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " [وسأفسرها لكم] يا علي، ما أصابك من بلاء أو عقوبة أو مرض في الدنيا فبما كسبت أيديكم والله أكرم من أن يثني عليه في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أحلم أن يعود بعد عفوه، أ. هـ، ولذلك قال الواحدي: إن الآية أرجى آية في القرآن لأنه جعل ذنوب المؤمنين صنفين صنف كفره بالمصائب وصنف عفا عنه وهو كريم لا يعود في عفوه" (٢)، أ. هـ قاله في حياة الحيوان (٣).

وذكر أبو عمر بن عبد البر في التمهيد عن سعيد بن المسيب قال: بلغني أن من قال حين يمسي {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (٧٩)} (٤) لم تلدغه عقرب،


(١) سورة الشورى، الآية: ٣٠.
(٢) أخرجه أحمد ١/ ٨٥ (٦٤٩)، والبزار (٤٨٣)، وأبو يعلى (٤٥٣ و ٦٠٨). وضعفه الألباني في المشكاة (٣٦٢٩)، الروض النضير (٧٠٥).
(٣) حياة الحيوان (٢/ ١٩٣ - ١٩٤).
(٤) سورة الصافات، الآية: ٧٩.