للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

معاوية قاله عياض (١). أما عمرو بن العاص فتقدم الكلام على مناقبه.

وأما خالد بن الوليد فكنيته أبو سليمان وقيل أبو الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي سيف الله، وقصته أنه -صلى الله عليه وسلم- بعثه إلى بني جذيمة بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولوا صبئنا فجعل يقتل ويأسر فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرفع يديه وقال "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" وأمه لبابة الصغرى بنت الحارث أخت ميمونة أم المؤمنين ولبابة الكبرى امرأة العباس، أسلم بعد الحديبية وكانت الحديبية في شهر ذي القعدة سنة ست من الهجرة وشهد غزوة مؤته وسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذ سيف الله وشهد خيبر وفتح مكة وحنينا روي له عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثماني عشرة حديثا اتفق البخاري ومسلم منها على حديث واحد وكان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من المشهورين بالشجاعة والشرف والرياسة وأوصله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أكيدر صاحب رومة فأسره وأحضره إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصالحه على الجزية وأرسله إلى بلده وأمره أبو بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على قتال مسيلمة الكذاب والمرتدين باليمامة وكان له في قتالهم الأثر العظيم وتوفي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في خلافة عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سنة إحدى وعشرين وكانت وفاه بحمص وقبره مشهور على نحو ميل من حمص وقيل توفي بالمدينة قاله أبو زرعة والدمشقي عن دحيم والصحيح الأول وحزن عليه عمر والمسلمون حزنًا عميقًا، وقال الواقدي: كان خالد بن الوليد يشبه عمر بن الخطاب في خلقه وصفته، وكلم


(١) مشارق الأنوار (١/ ١٥٦).