للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في التحديث به، وأما قولهم إن كان خيرا فحدّثنا فيحتمل أن يكون معناه إن كان بشارة لنا وسببا لنشاطنا وترغيبنا في الأعمال أو تحذيرا وتنفيرا من المعاصي والمخالفات فحدّثنا به لنحرص على عمل الخير والإعراض عن الشر وإن كان حديثًا لا يتعلق بالأعمال ولا ترغيب فيه ولا ترهيب فالله ورسوله أعلم ومعناه فإذا فيه رأيك والله أعلم (١).

قوله: فقلنا يا رسول الله إن كان خيرا فحدّثنا وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم الحديث، هذا من حسن أدبهم وأنهم علموا أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يخفى عليه ما يعرفونه من الجواب فعرفوا أنه ليس المراد مطلق الإخبار بما يعرفون والله أعلم، قاله النووي في شرح مسلم (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يتطهر فيتم الطهارة التي كتب الله عليه فيصل هذه الصلوات الخمس إلا كانت كفارة لما بينها" الحديث هذه الرِّواية فيها فائدة نفيسة وهي قوله - صلى الله عليه وسلم - "فيتم الطهارة التي كتب الله عليه" فإنه دل على أن من اقتصر في وضوئه على طهارة الأعضاء الواجبة المذكورة في الآية وهي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (٣) وترك السنن المستحبات كانت هذه الفضيلة حاصلة له وإن كان من أتى


(١) شرح النووي على مسلم (٣/ ١١٥).
(٢) شرح النووي على مسلم (١١/ ١٦٩).
(٣) سورة المائدة، الآية: ٦.