للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عباس كان من أحواله الصبر والرضا فإنه لما ذهب بصره كان صابرا راضيا كثير الإيمان والرضا بالقضاء والصبر على البلاء، ولقد وصف الله عباده الصابرين بأوصاف كثيرة وجمع للصابرين بين أمور لم يجمعها لغيرهم فقال تعالى {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (١) والهدى والصلوات والرحمة مجموعة للصابرين والآيات والأخبار في الصبر لا تنحصر ولقد أحسن من قال (٢):

يا أيها الراضي بأحكامنا ... لا بد أن تحمد عقبى الرضى

فوض إلينا وابق مستسلمًا ... فالراحة العظمى لمن فوضا

وإن تعلقت بأسبابنا ... فلا تكن عن بابنا معرضا

كان فينا خلقا باقيا من ... كل ما يأتي وما قد مضى

لا ينعم المرء بمحبوبه ... حتى يرى الخيرة فيما قضى

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "احذروا بيتًا يقال له الحمام قالوا: يا رسول الله إنه ينقي الوسخ، قال: فاستتروا" وفي رواية الحاكم: "اتقوا بيتا يقال له الحمام فقالوا يا رسول الله إنه يذهب الدرن وينفع المريض قال: فمن دخله فليستتر" وفي رواية الطبراني وقال في أوله: "شر البيوت الحمام ترفع فيه الأصوات وتكشف فيه العورات "يباح للرجال دخول الحمام بالشروط المتقدمة وعليهم غض أبصارهم وصون عوراتهم فقد روى أن الرجل إذا دخل الحمام عاريًا لعنه


(١) سورة البقرة، الآية: ١٥٧.
(٢) مجموع رسائل ابن رجب (١/ ١٧٥).