وبالمهملة أبلغ منه بالمعجمة. وقال ثعلب: النهس سرعة الأكل، اهـ.
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي" الحديث، أما الصعيد فهو الأرض الواسعة المستوية. وفي رواية ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي. وأما ينفذهم البصر فهو بفتح الياء وبالذال المعجمة، كذا رواه الأكثرون. وذكر الهروي وصاحب المطالع (١) وغيرهما أنه روي بضم الياء وبفتحها. قال صاحب المطالع: رواه الأكثرون بالفتح وبعضهم بالضم. وأما معناه فقال الهروي: قال أبو عبيد معناه ينفذهم بصر الرحمن تبارك وتعالى حتى يأتي عليهم كلهم. وقال غيره: معناه أنه ينفذهم بصر الناظر لا يخفى عليه منهم شيء لاستواء الأرض وعدم الحجاب، أي ليس فيها ما يستتر به أحد عن الناظر يعني أنها أرض مستوية لا جبل فيه ولا أكمة ولا ربوة وهذا أولى من قول أبي عبيد يأتي عليهم بصر الرحمن لأن رؤية الله تحيط بهم في كل حال في الصعيد المستوي وغيره. هذا قول صاحب المطالع. [وقال] أبو حاتم: أصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة وإنما هو بالمهملة، أي يبلغ أولهم وآخرهم حتى يراهم كلهم ويستوعبهم من قولهم: نفذت الشيء وأنفذته. يقال نفذني بصره إذا بلغني وتجاوزه. وحمل الحديث على بصر الناظرين أولى من حمله على بصر الرحمن فحصل خلاف في فتح الياء وضمها وفي الذال المعجمة والدال المهملة وفي الضمير في ينفذهم والأصح فتح الياء، وبالذال المعجمة وأنه