للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فيتساقط الخلائق لوجوههم ويشخصون بأبصارهم ينظرون من طرف خفي خوفا أن تبلغهم ويأخذهم حريقها أجارنا الله منها، قاله في التذكرة.

قوله: "قال أنس فكأني أنظر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال: من هذا؟ فيقال: محمد. فيفتحون لي" الحديث، أقعقعها أي أحرّكها لتُصوِّت. والقعقعة حكاية حركة لشيء يسمع له صوت. قاله في النهاية (١).

قوله: "سل تُعطَ واشفع تشفع" أي تقبل شفاعتك، وتقدم ذلك. قوله في رواية ابن ماجه: "وأنا أول شافع وأول مشفع" إنما ذكر الثاني لأنه قد يشفع اثنان فيشفّع الثاني منهما قبل الأول.

فائدة: قوله -صلى الله عليه وسلم- في أول الحديث: فيأتون آدم فيقولون يا آبانا استفتح لنا الجنة. فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم، لست بصاحب ذلك، وكذلك يأتون نوحا وإبراهيم وباقي الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيطلبون منه شفاعتهم فيقولون [لسنا] هناكم ويذكرون خطاياهم إلى آخره، اعلم أن العلماء من أهل الفقه والأصول وغيرهم اختلفوا في جواز المعاصي على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وقد لخص القاضي رحمه الله تعالى مقاصد المسألة فقال كلامًا طويلًا وفي آخره قال (٢): وأما المعاصي فلا خلاف أنهم معصومون من كل كبيرة، وكذلك لا خلاف أنهم معصومون من الصغائر التي تزري بفاعلها وتحط منزلته وتسقط مرءوته،


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٨٨).
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (١/ ٥٧٣).