للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من معنى قوله تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (١) مع أن الملك له سبحانه وتعالى قبل ذلك لكن كان [في الدنيا] (٢) من يدعي الملك أو من يضاف إليه مجازا فانقطع كل ذلك في الآخرة.

قال العلماء: وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا سيد ولد آدم لم يقله فخرًا بل صرح بنفي الفخر في غير صحيح مسلم في الحديث المشهور: أنا سيد ولد آدم ولا فخر، يعني ولا فخر أكمل ولا أعلى من هذا الفخر، وأيضًا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولا فخر" أي على آبائه آدم ونوح وإبراهيم وليس هذا دعوى تعاظم وتطاول منه -صلى الله عليه وسلم- على الناس وإنما هو من التحدث بنعمة الله تعالى وذلك أن العبد إذا نظر إلى ربه يفتخر وإذا نظر إلى نفسه يحتقر فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك ناظرًا إلى نعم ربه وفي حديث آخر إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر. وفي رواية: ولا فخر، والروايتان في مسند الإمام أحمد.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: أنا سيد ولد آدم ولا فخر، فإذا كان معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولا فخر" أكمل من هذا ولا أشرف فما معنى غير فخر هل معناه غير أني أفتخر بذلك؟ قلت: لا يحسن ذلك لمخالفة الرواية الأخرى لأنه -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك تحدثا بنعمة ربه ومعلما لنا بمقداره وشرفه والعبد إذا نظر إلى [ربه عز وجل] يفتخر وإنما المعنى والله أعلم غير أنه فخر عظيم وشرف لا يساويه فخر ولا شرف وهذا من باب الاستثناء [المتمم للأول والمكمل له لا من


(١) سورة غافر، الآية: ١٦.
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.