الفضل العظيم]، ومنها قيامه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيره فيتكلم فيسمعون ويشهدون ويصدقون إذ هو خطيب النبيين وشهيدهم وصاحب شفاعتهم وسيد الأولين والآخرين. ومنها أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأممهم [يأتونه] فيسألونه أن يشفع لهم إلى ربهم ليريحهم من غمهم وعرقهم وطول وقوفهم فيجيبه سبحانه وتعالى إلى ذلك ويحاسبهم وقد تبرأ منها كل نبي سئلها فيقول: لست هنالك، ويذكر عذره وتبرأ كل نبي إلى من بعده من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حتى يسلِّمها آخرهم إلى سيدنا ونبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فيقول: أنا لها، وهي أول شفاعة، فيشفع ويضرب الصراط على متن جهنم ويوضع الميزان ويقضي اللَّه تبارك وتعالى بين خلقه. ومنها أن الأنبياء والمرسلين والملائكة صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين قد بلغ منهم الأمر منتهاه حتى يقول كل واحد منهم نفسي نفسي لا أملك اليوم غيرها ونبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: أمتي أمتي، ومنها شفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم- في من لا حساب عليه من أمته فيقول اللَّه سبحانه وتعالى: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن ثم هم شركاء الناس فيما سوى ذلك. [ومنها شفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم- في من يؤمر به إلى النار فيشفع قبل أن يدخلها فلا يدخلها]، ومنها أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- يشفع فيمن أدخل النار من أمته يشفع في الثلث الأول فيخرجون ثم يشفع في الثلث التاني فيشفع فيخرجون ثم يشفع في الثلث الثالث فيشفع فيخرجون فيخرج منها من عرفت صورته ثم من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان ومثقال ثلثي دينار