جل جلاله والخلق محجوبون عن رؤيته إذ ذلك وأن ذلك ليس هو لنبي غيره -صلى اللَّه عليه وسلم-. ومنها اختصاصه -صلى اللَّه عليه وسلم- لرب العالمين أمام العرش وأن ذلك ليس هو لنبي غيره -صلى اللَّه عليه وسلم-. [ومنها أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أول من يؤذن له في الكلام فيتكلم وأن ذلك ليس هو لنبي غيره -صلى اللَّه عليه وسلم-]، ومنها أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أول شفيع يشفع وأن ذلك ليس هو لنبي غيره -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومنها بديع ما يفتح اللَّه عليه في سجوده من تحميد ربه والثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبله ولا يفتحه على أحد بعده زيادة في كرامته وقربه -صلى اللَّه عليه وسلم-. ومنها كلام اللَّه عز وجل له عليه أفضل الصلاة والسلام: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع ولا كرامة تفوق هذا إلا النظر إليه عز وجل وكلامه له بلا واسطة، ومنها تكراره عليه الصلاة والسلام في الشفاعة وقرع باب الجنة وقوله فيها وتكراره النظر إلى الجبار تبارك وتعالى وسجوده ثانية وثالثة [وتجديد] الثناء على اللَّه عز وجل والتحميد له بما يفتح اللَّه تبارك وتعالى عليه من ذلك ويحدثه له في كل سجدة وكلام اللَّه تبارك وتعالى له: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع فعل المدل على ربه الكريم عليه الرفيع عنده المحب ذلك منه وتشريف له وفضيلة لم يعطها لملك مقرب ولا نبي مرسل، كلامه من غير واسطة ولا حجاب والنظر إليه تبارك وتعالى كذلك من غير حجاب وإظهار فضيلته ومنزلته عنده على رءوس الأشهاد من الأولين والآخرين والملائكة أجمعين. ومنها قبول الشفاعة في كل [ما] يشفع فيه يزيده ذلك عز وجل جلالة وتعظيما عند الخلائق أجمعين، ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء [واللَّه ذو