قوله: وروى الترمذي وابن ماجه عن أبي سلام الحبشي قال: بعث عمر بن عبد العزيز إليّ فحُمِلت على البريد" الحديث، أبو سلام الحبشي اسمه مسطور الحبشي ويقل النوبي الباهلي الأعرج الدمشقي وقيل أن الحبشي نسبة إلى حي من حمير لا إلى الحبشة وكان من العباد تابعي ثقة روى له الجماعة البخاري في الأدب وذكره ابن حبان في الثقات. وعمر بن عبد العزيز الأموي التابعي الخلفية [الراشدي]، وكان يقال لعمر بن عبد العزيز الأشج لما ضربته دابة في وجهه فشجّته، وكان عمر بن الخطاب يقول: من ولدي رجل بوجهه لتسجة يملأ الأرض عدلا، و [كانت] أمه أم عاصم بن عمر بن الخطاب، أجمع العلماء على جلالته وفضله ووفور علمه وزهده وعدله وشفقته على المسلمين، صلى أنس بن مالك خلفه قبل خلافته، ثم قال: ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من هذا الفتى، تولى الخلافة سنة تسع وتسعين ومدة خلافته سنتان وخمسة أشهر نحو خلافة الصديق -رضي اللَّه عنه-، فملأ الأرض قسطا وعدلا.
وقال سفيان الثوري: الخلفاء خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز، ولما تولى قالت رعاء الشاء في رءوس الجبال من هذا الخليفة الصالح الذي قام على الناس؟ فقيل لهم: وما علمكم بذلك؟ فقالو: إنه إذا قام خليفة صالح كفّت الذئاب عن شائنا. وقال أحمد بن حنبل: يروى في الحديث أن اللَّه يبعث على رأس كل مائة عام من يصحح لهذه الأمة دينها، فنظرنا في المائة الأولى فإذا عمر بن عبد العزيز. قال النووي في تهذيب