للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يغتّ فيه ميزابان" يعني الحوض، ومعنى يغتّ يصب. قال الحربي: أي لا ينقطع جريهما، [ويغتّ] بغين معجمة مضمومة ثم مثناة فوق أي يجريان فيه جريا له صوت، وقيل يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا دائما من قولك غتّ الشارب الماء جرعا بعد جرع، اهـ. قاله الحافظ. [ومنه كره. . .] وقال بعض العلماء: هو بفتح الياء المثناة تحت وبغين معجمة مضمومة ومكسورة ثم مثناة فوق مشددة وهكذا ذكره ثابت والخطابي والهروي وصاحب التحرير والجمهور، وكذا هو في معظم نسخ بلادنا ونقله القاضي عن الأكثرين.

قال الهروي: ومعناه يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا شديدا. [قاله،] وأصله من إتباع الشيءِ الشيءَ، وقيل يصبّان فيه الماء دائما صبا شديدا. ووقع في بعض نسخ مسلم يعُبُّ بضم العين المهملة وبباء موحدة وحكاه القاضي عياض عن رواية العذري قال: وكذا ذكره الحربي وفسّره بمعنى ما سبق أي لا ينقطع جريانهما. قال: والعبّ الشرب بسرعة في نفَس واحد ومنه كره العبّ في الشرب وهو الشرب بنفس [واحدة، قاله عياض].

قال القاضي عياض (١): ووقع في رواية ابن هامان يثعب بمثلثة وعين مهملة أي يتفجر. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورِق" الحديث، يمدانه بفتح الياء وضم الميم أي يزيدانه ويكثرانه، وتقدم معنى الورق في أوائل الباب.


(١) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٧/ ٢٦٦).