للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

غيرهم حتى يشربوا كما دفعوا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أعداءه والمكروهات، اهـ.

وقال في النهاية (١) في قوله: "أذود الناس عنه لأهل اليمن" أي أطردهم وأدفعهم، ومنه الحديث: فليُذادن رجال عن حوضي أي ليُطردنّ. ويُروى فلا يُذادنّ أي لا تفعلوا فعلا يوجب طردكم عنه والأول أشبه، اهـ. وقوله: "حتى يرفض عليهم" بتشديد الضاد أي يسيل ويترشش، اهـ. قاله الحافظ المنذري وقال بعض العلماء معنى يرفضّ عليهم أي يسيل عليهم، ومنه حديث البراق استصعب حتى ارفض عرقا أي سال عرقه. قال أهل اللغة والغريب: وأصله من الدمع يقال ارفض الدمع إذا سال متفرقا. قوله: "أضرب بعصاي" قال القاضي عياض رحمه اللَّه (٢): وعصاه المذكورة في هذا الحديث هي المكنى عنها بالهراوة. [قال أهل اللغة: الهراوة] بكسر الهاء العصى.

قال النووي (٣): وهذا الذي قاله في تفسير الهراوة بهذا العصى بعيد أو باطل لأن المراد بوصفه بالهرواة تعرّفُهُ بصفة يراها الناس معه يستدلون بها على صدقه. والصواب في تفسير صاحب الهراوة ما قاله الأئمة المحققون أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يمسك القضيب بيده كثيرا، وقيل لأنه كان يمشي والعصى بين يديه وتغرز له فيصلي إليها، وهذا مشهور في الصحيح واللَّه أعلم.


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ١٧٢).
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٧/ ٢٦٩) شرح النووي على مسلم (١٥/ ٦٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٥/ ٦٢).