أهل الْجَهْل أَو فِي الْبَحْر لكَانَتْ الشَّمْس قد زَالَت عَن السَّمَاء وَخرجت عَن الْفلك وَهَذَا هُوَ الْبَاطِل الْمُخَالف لكَلَام الله عز وَجل حَقًا نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك فصح يَقِينا بِلَا شكّ أَن ذَا القرنين كَانَ هُوَ فِي الْعين الحمئة الحامية حِين انْتهى من آخر فِي الْبر وَفِي المغارب وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق لَا سِيمَا مَعَ مَا قَامَ الْبُرْهَان عَلَيْهِ من أَن جرم الشَّمْس أكبر من جرم الأَرْض وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق
وبرهان آخر قَاطع وَهُوَ قَول الله عز وَجل {وجدهَا تغرب فِي عين حامية} وقري {حمئة} وَوجد عِنْدهَا قوما فصح ضَرُورَة أَنه وجد الْقَوْم عِنْد الْعين لَا عِنْد الشَّمْس وَقَالَ الله عز وَجل {وجنة عرضهَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض} وَقد صَحَّ الْإِجْمَاع وَالنَّص على أَن أَرْوَاح الْأَنْبِيَاء صلوَات الله عَلَيْهِم فِي الْجنَّة إِلَّا فِي قَول من لَا يعد من جملَة أهل الْإِسْلَام مِمَّن يَقُول بِفنَاء الْأَرْوَاح وَأَنَّهَا أَعْرَاض وَكَذَلِكَ أَرْوَاح الشُّهَدَاء فِي الْجنَّة وَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه رَآهُمْ لَيْلَة أسرِي بِهِ فِي السَّمَوَات سَمَاء سَمَاء آدم فِي سَمَاء الدُّنْيَا وَعِيسَى وَيحيى فِي الثَّانِيَة ويوسف فِي الثَّالِثَة وَإِدْرِيس فِي الرَّابِعَة وَهَارُون فِي الْخَامِسَة ومُوسَى وَإِبْرَاهِيم فِي السَّادِسَة وَالسَّابِعَة صلى الله على جَمِيعهم وَسلم فصح ضَرُورَة أَن السَّمَوَات هِيَ الجنات وَقد قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَن أَرْوَاح الشُّهَدَاء طير أَخْضَر تعلق فِي ثمار الْجنَّة وَمن الْمحَال الْمُمْتَنع الَّذِي لَا يَظُنّهُ مُسلم أَن تكون أَرْوَاح الشُّهَدَاء طيور خضر فِي الْجنَّة وأرواح الْأَنْبِيَاء فِي غير الْجنَّة إِذْ هم أولى بِكُل فضل وَلَا مَكَان أفضل من الْجنَّة حَدثنَا أَحْمد ابْن عمر بن أنس العذري حَدثنَا أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ أَنا أَحْمد بن عَبْدَانِ الْحَافِظ النَّيْسَابُورِي بالأهواز أَنا مُحَمَّد بن سهل الْمقري حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ مؤلف الصَّحِيح أَنا أَبُو عَاصِم النَّبِيل أَنا عبد الله بن أُميَّة بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد أَنا مُحَمَّد بن جُبَير عَن صَفْوَان بن يعلى عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْبَحْر من جَهَنَّم أحَاط بِهِ سرادقها حَدثنَا يُونُس بن عبد الله ابْن مغيث أَنا أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحِيم حَدثنَا أَحْمد بن خَالِد أَنا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي حَدثنَا مُحَمَّد ابْن بشار حَدثنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن عُثْمَان بن غياث عَن عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس عَن كَعْب قَالَ وَالْبَحْر الْمَسْجُور يسجر فَيكون جَهَنَّم حَدثنَا عبد الله بن ربيع التَّمِيمِي أَنا عبد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْأَسدي أَنا أَحْمد ابْن خَالِد حَدثنَا عَليّ بن عبد الْعَزِيز أَنا الْحجَّاج بن الْمنْهَال السّلمِيّ أَنا مهْدي بن مَيْمُون عَن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أبي يَعْقُوب الضَّبِّيّ عَن بشر هُوَ ابْن سعاف قَالَ كُنَّا مَعَ عبد الله بن سَلام يَوْم الْجُمُعَة فِي الْمَسْجِد فَقَالَ وَإِن الْجنَّة فِي السَّمَاء وَالنَّار فِي الأَرْض وَذكر كلَاما كثيرا وَبِه إِلَى الْحجَّاج بن الْمنْهَال حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن دَاوُد عَن سعيد بن الْمسيب أَن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ ليهودي أَيْن جَهَنَّم قَالَ فِي الْبَحْر قَالَ عَليّ بن أبي طَالب مَا أَظُنهُ إِلَّا قد صدق حَدثنَا الْمُهلب الْأَسدي حَدثنَا ابْن عَبَّاس حَدثنَا بن مسرور حَدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى