للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدثنَا عبد الله بن ربيع التَّمِيمِي ثَنَا مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة الْقرشِي حَدثنَا أَبُو يحيى زَكَرِيَّا بن يحيى السَّاجِي الْبَصْرِيّ قَالَ أَنبأَنَا عبد الْأَعْلَى وَمُحَمّد بن الْمثنى وَسَلَمَة بن صبيب قَالُوا كلهم ثَنَا وهب بن جرير بن حَازِم قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْحَاق يحدث عَن يَعْقُوب ين عتبَة وَجبير بن مُحَمَّد بن جنير بن مطعم عَن أَبِيه عَن جده قَالَ جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله جهدت الْأَنْفس وَضاع الْعِيَال ونهكت الْأَمْوَال وَهَلَكت الْأَنْعَام فاستسق الله لنا فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للأعرابي وَيحك تَدْرِي مَا الله إِن عَرْشه على سمواته وأرضه هَكَذَا وَقَالَ بأصابعه مثل الْقبَّة وَوصف لَهُم ابْن جرير بِيَدِهِ وأمال كَفه وأصابعه الْيُمْنَى وَقَالَ هَكَذَا حَدثنَا مُحَمَّد بن سعيد بن نَبَات ثَنَا أَحْمد بن عون الله وَأحمد بن عبد الْبَصِير قَالَا جَمِيعًا أَنبأَنَا قَاسم بن اصبع ثَنَا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الخثني ثَنَا مُحَمَّد بن بشار بنْدَار ثَنَا عبد الصَّمد الْوَارِث التنوري ثَنَا شُعْبَة عَن الْأَعْمَش هُوَ سُلَيْمَان ابْن مُسلم البطين عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل فِي فلك يسبحون فلك كفلك المغزل

قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَذكروا أَيْضا قَول لله عز وَجل عَن ذِي القرنين وجدهَا تغرب فِي عين حمئة وقريء أَيْضا حامية قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَهَذَا هُوَ الْحق بِلَا شكّ وَذُو القرنين هُوَ كَانَ فِي الْعين الحمئة الحامية حمئة من حماتها حامية من استحرارها كَمَا تَقول رَأَيْتُك فِي الْبَحْر تُرِيدُ أَنَّك إِذْ رَأَيْته كنت أَنْت فِي الْبَحْر وبرهان هَذَا أَن مغرب الشَّمْس لَا يجهل مِقْدَار عَظِيم مساحته إِلَّا جَاهِل وَمِقْدَار مَا بَين أول مغْرِبهَا الشتوي إِذا كَانَت من آخر رَأس الجدي إِلَى آخر مغْرِبهَا الصيفي إِذا كَانَت من رَأس السرطان مرئيٌّ مشَاهد ومقداره ثَمَان وَأَرْبَعُونَ دَرَجَة من الْفلك وَهُوَ يوازي من الأَرْض كلهَا بالبرهان الهندسي أقل من مِقْدَار السُّدس يكون من الأميال نَحْو ثَلَاثَة آلَاف ميل ونيف وَهَذِه المساحة لَا يَقع عَلَيْهَا فِي اللُّغَة اسْم عين الْبَتَّةَ لَا سِيمَا أَن تكون عينا حمئة حامية وباللغة الْعَرَبيَّة خوطبنا فَلَمَّا تَيَقنا أَنَّهَا عين بِإِخْبَار الله عز وَجل الصَّادِق الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه علمنَا يَقِينا أَن ذَا القرنين انْتهى بِهِ السّير فِي الْجِهَة الَّتِي مَشى فِيهَا من المغارب إِلَى الْعين الْمَذْكُورَة وَانْقطع لَهُ إِمْكَان الْمَشْي بعْدهَا لاعتراض الْبحار لَهُ هُنَالك وَقد علمنَا بِالضَّرُورَةِ أَن ذَا القرنين وَغَيره من النَّاس لَيْسَ يشغل من الأَرْض إِلَّا مِقْدَار مساحة جِسْمه فَقَط قَائِما أَو قَاعِدا أَو مُضْطَجعا وَمن هَذِه صفته فَلَا يجوز لَهُ أَن يُحِيط بَصَره من الأَرْض بِمِقْدَار مَكَان المغارب كلهَا لَو كَانَ مغيبها فِي عين من الأَرْض كَمَا يظنّ أهل الْجَهْل وَلَا بُد من أَن يلقى خطّ بَصَره من حدبة الأَرْض أَو من نثر من أنشازها مَا يمْنَع الْخط من التَّمَادِي إِلَى أَن يَقُول قَائِل إِن تِلْكَ الْعين هِيَ الْبَحْر فَلَا يجوز أَن يُسمى الْبَحْر فِي اللُّغَة عينا حمئة وَلَا حامية وَقد أخبر الله عز وَجل أَن الشَّمْس تسبح فِي الْفلك وَأَنَّهَا إِنَّمَا هِيَ من الْفلك سراج وَقَول الله تَعَالَى هُوَ الصدْق الَّذِي لَا يجوز أَن يخْتَلف وَلَا يتناقض فَلَو غَابَتْ فِي عين فِي الأَرْض كَمَا يظنّ

<<  <  ج: ص:  >  >>