قوله: والجرح قبل البرء البيت، معناه أن الجرح لا يقتص منه إلا بعد برئه، إذ قد يترامى إلى النفس، وكذلك القول في العقل، إذ لا يعلم هل يجب فيه شيء أو لا، إذا كان من جراح الحكومة، ولا يعلم قدر ما يجب فيه، كان من جراح الحكومة أو جراح العقل، ولا على من يجب.
١٧٠٢ - وعقل جرح مرأة كالرجل ... قدرا إذا لثلث لم يصل
١٧٠٣ - فإن يصله فاردُدَنَّها إلى ... نصف كما في النفس قبلُ قد خلا
١٧٠٤ - ويقتل القوم الكثيرون بفر ... د وكذا المرأة أيضا بالذكر
١٧٠٥ - ورجل بها كذا السكران ... يقتل لا المجنون والصبيان
١٧٠٦ - فعمد هؤلا إذا ما وصلا ... ثلْثا فأعلى يلزم العواقلا
١٧٠٧ - وجرح أنثى ذكرا كالعكس ... يقاد عمده كما في النفس
١٧٠٨ - وليس في الجراح بين حر ... وغير حر من قصاص يجري
١٧٠٩ - وهكذا الكلام أيضا في الجرا ... ح بين مسلم ومن قد كفرا
قوله: وعقل جرح مرأة البيتين، أشار به إلى ما تقدم من أن المرأة تعاقل الرجل إلى ثلث الدية، فتعود لديتها، وقد روى ذلك مالك في الموطإ عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير - رضي الله تعالى عنهم أجمعين - قال: وتفسير ذلك أنها تعاقله في الموضحة، والمنقلة، وما دون المأمومة والجائفة، وأشباههما مما يكون فيه ثلث الدية فصاعدا، فإذا بلغت ذلك كان عقلها في ذلك النصف من عقل الرجل.
وروى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال: سألت سعيد بن المسيب كم في أصبع المرأة؟ فقال: عشر من الإبل، قلت: كم في أصبعين؟ قال: عشرون من الإبل، قلت: كم في ثلاثة؟ قال: ثلاثون من الإبل، فقلت: كم في أربع؟ قال: عشرون من الإبل، فقلت: حين عظم جرحها واشتدت مصيبتها نقص عقلها؟!
فقال سعيد: أعراقي أنت؟! فقلت: بل عالم متثبت، أو جاهل متعلم، فقال سعيد: هي السنة يا ابن أخي.