للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "إن أول زاد يتزود به الداعية إلى الله - عز وجل - أن يكون على علم مستمد من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصحيحة المقبولة" (١). وذلك يوافق ما قام به ضمام بن ثعلبة - رضي الله عنه - عندما أتى إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن أمور الدين جميعها ثم عاد إلى قومه يدعوهم إليها.

والعلم الذي يحفظ الدعوة ويحصنها هو البصيرة التي ذكرت في سورة يوسف، يقول الشيخ العثيمين - رحمه الله -: أي على بصيرة في ثلاثة أمور (٢):

الأول: على بصيرة فيما يدعو إليه.

الثاني: على بصيرة في حال المدعو.

الثالث: على بصيرة في كيفية الدعوة.

ولو تأملنا جميع شواهد دعوة الصحابة لوجدنا أنهم قد كانوا على بصيرة في جميع تلك الأمور التي ذكرها الشيخ ابن عثيمين، ولأن المجال هنا ليس مجالها فلن نتطرق لها؛ إلا أن جلوس الصحابة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مصدراً لغرس العلم في صدورهم وحرصهم على ذلك زادهم فقهاً؛ مما أنار الطريق أمامهم في دعوتهم، ومن فضل العلم قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (٣)، وقال تعالى:


(١) زاد الداعية إلى الله، محمد بن صالح العثيمين، ص ٨.
(٢) انظر: المرجع السابق، ص ٩.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٩.

<<  <   >  >>